لماذا الاستفتاء على الدستور ليس قضية حياة او موت سياسية للرئيس عبد المجيد تبون، بل لا يتعدى ان يكون اول تمرين لقياس الصحة الديمقراطية في الجزائر بعد زوال النظام البوتفليقي و ذهاب معظم رموزه.
هناك ما هو اهم من الاستفتاء، و على رأس القائمة الحرب على جائحة كورونا و كيف السبيل الى العودة الى الحياة الطبيعية باقل الاضرار صحيا، اجتماعيا و اقتصاديا.
و في هذا الصدد لا بد من التأكيد ان تبون بات على مرمى حجر من ربح المعركة ضد كورنا و هذا انجاز تاريخي يسجل لصالحه في الوقت الذي لا يزال الغرب و الشرق لم يخرجا بعد من عنق الزجاجة.
لا بد ان ينتبه اصحاب الحل و الربط الى ان الانتصار على كورونا هو ام الانتصارات و هو الطريق الاقصر للوصول الى قلوب الجزائريين...السياسة لن تفتح باب قبول لدى الشعب، اما الاعتناء بصحته و انقاذه من هذا الوباء الفتاك قد يكون بداية "لجبر الخواطر"...
ما زال امام تبون اكثر من 4 سنوات لتصحيح انحراف نظام الحكم عن سكة "الحوكمة الرشيدة" و استعادة ثقة الشعب المفقودة بسبب ممارسات "العصابة"، لذا مهما كانت نتيجة الاستفتاء فلن توقف مسيرة تبون بل يمكن ان تكون فرصة للتصحيح و اعادة النظر في بعض التفاصيل و التعيينات.
تقديم الاستفتاء على انه قضية حياة او موت سياسية مبالغة لا تحمد عقباها مادام لا يمكن معرفة النتائج مسبقًا، الاسلم هو الالتزام بالاعتراف بالنتائج مهما كانت و العمل على الاقتراب اكثر الى صوت الشعب...
ق.و