هل تستحق إيمان خليف ان تكون في الصفحة الأولى من مجلة TIME البريطانية المشهورة، باعتبارها المرأة الأكثر تأثيرا في العالم في سنة 2024؟
إيمان خليف ليست فقط بطلة ملاكمة جزائرية فازت بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في باريس، بل هي اكثر من ذلك بكثير ، لأنها صمدت في وجه "الشرق و الغرب" من دونالد ترمب في امريكا إلى جيورجيا ميلوني في ايطاليا إلى إيلون ماسك صاحب منصة X و اغنى رجل في العالم إلى ….،
الجدل حول الملاكمة الجزائرية لم يقتصر على الجمهور الغربي، بل وصل إلى وسائل الإعلام الأميركية ودخل في المنافسة الانتخابية بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته المحتملة في الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس
المرشح الجمهوري نشر تدوينة على منصته "ترو سوشيال" تعهد فيها بمنع مشاركة الرجال من المشاركة منافسات النساء، في إشارة إلى الحالات التي تشبه حالة خليف
ايمان صمدت ايضا في وجه الآلة الإعلامية الغربية التي اثبتت انها آلة حرب و ليست آلة إعلام، وشاهد المتابع المحايد كيف تناولت وكالة الأنباء الفرنسية AFP (على سبيل المثال لا الحصر) خبر فوز إيمان خليف بالذهبية
قناة فوكس نيوز الأميركية خصصت هي الأخرى تغطية مكثفة للحدث، ونشرت أكثر من 20 مقالا ومنشورا على صفحتها في فيسبوك حول إيمان خليف، وصفت في بعضها الملاكمة الجزائرية بعبارات مخزية وتمس بكرامة بنت الجزائر
كل هؤلاء وقفوا ضدها و تنمروا عليها و اتهموها زورا و بهتانا بأنها متحولة جنسيا (على الرغم من أن قضية التحول الجنسي لا تطرح أصلا في المجتمع الجزائري المسلم المحافظ) وعلى أنه لا يحق لها المشاركة في الأولمبياد على الرغم من كل الإثباتات و الاعترافات و الوثائق التي تؤكد بأن إيمان ولدت امرأة و عاشت امرأة و سافرت بجواز سفر امرأة . و رغم كل هذه الأدلة الدامغة لم تتوقف الحملة الشرسة ضد إيمان
صراحة، المنازلة الخاصة بإيمان خليف أبكت كل الجزائريين، الذين تابعوها بالعقول و القلوب وهذا النهائي كان له طعم خاص على غير العادة، لأن كل النهائيات السابقة كنا متحمسين لها، لكن نهائي إيمان خليف كان فيه شيء من الجزائرية ومن التحدي والفرح.
هذه البطلة قامت بكل شيء ببرودة أعصابها وبتحكمها بالمنازلة، صراحة فوز ثمين، ميدالية ذهبية أخرى تضاف لسجل الجزائر.
إيمان خليف عرفت كيف تسير المنازل وعرفت كيف تتحدى بطلة العالم الصينية و أصبحت علامة فارقة وأيقونة للرياضة الجزائرية وأيقونة للمرأة الجزائرية المعروفة منذ القدم بالتحدي والكفاح
و تستحق ايمان ان تكون على رأس قائمة النساء الأكثر تأثيرا في العالم لسنة 2024، ليس فقط لأنها وقفت ضد الظلم و ثبتت و فازت، بل تستحق ايضا ان تكون على رأس هذه القائمة لانها اصبحت ايقونة و نموذجا لملايين النساء في الجزائر و في الوطن العربي، بل و في العالم، لأنها إيجابية و لم تقنط بل واجهت الظروف الصعبة و تجاوزتها و قالت للعالم أنا إيمان المرأة الجزائرية البسيطة الفقيرة، بنت مدينة تيارت دخلت إلى العالمية من باب الإيمان و العمل والشرف.
هل تلتفت مجلة التايم TIME او غيرها من المجالات العالمية إلى إنجاز إيمان خليف و تختارها المرأة الأكثر تأثيرا في العالم لسنة 2024؟ هل ينجح الجزائريون نساءا و رجالا في دعم إيمان لان تكون المرأة الأكثر تأثيرا في العالم في 2024 من خلال دعم المقالات التي تنشر لصالحها؟ مهما يكن من أمر فإن ايمان خليف هي المرأة الأكثر تأثيرا في الجزائر لسنة 2024 بلا منازع و لكنها تستحق ان تكون وبلا منازع المرأة الأكثر تأثيرا في العالم لسنة 2024.
احمد العلوي