إنها "حقرونا" تفعل فعلتها مرة أخرى، ذلك الإحساس بالضيم، الشعور بالظلم، إنكار ما يستحقه الجزائري وجعله تحت الضغط، أمام التحدي، وفي مواجهة كلمتين "النصر" أو "النصر".
فعلتها بالأمس إيمان خليف، حين انتصرت لنفسها وللمرأة الجزائرية ولكل امرأة في العالم، كان مدربها يقول "حقروها". إيمان خليف أهدت البلاد التي تحبها أمس السبت ميدالية أول ميدالية أولمبية في دورة الألعاب الأولمبية ببارس، ميدالية لم نعرف لونها بعد ولكنها بالنسبة إلينا حتى الآن "ذهب".
اليوم قصة أخرى لحقرة أخرى بطلتها كيليا نمور التي كاد قطاع الطرق يقطعون طريق تتويجها بطلة، وحتى عندما اختارت بلدها الذي يؤمن بها وسيؤمن بها دائما جائها المتبطون من نفس الزمرة ليقولوا لها "لن يكون ذلك أبدا". ولكنه كان اليوم.
رفع العلم الجزائري "شامخا"، وعزف النشيد الوطني "قسما" ولم يكن تتويجا عاديا فقد حققت كيليا الذهبية وحققت معها رقما عالميا جديدا في هذا الجهاز. وفي التاريخ أصبحت ذات 17 ربيعا أول عربية وأول إفريقية وأول جزائرية تفتك ذهبية في رياضة الجمباز.
تقول كيليا ستأخذ عطلة، ثم ستبدأ العمل من جديد من أجل ذهبية أخرى في الألعاب الأولمبية المقبلة وبين ذلك وذاك أمامها بطولات ومسابقات لجمع المزيد من الذهب والألقاب. فقد ولدت فعلا فراشة الجزائر الذهبية.
وفي انتظار "إيمان" ستبقى دموع "كيليا" بالنصر معلقة في أعين الجزائريين إلى غاية العزف الثاني لسمفونية مفدي زكريا حين سترفع راية الشهداء عاليا مجددا. إن لم يرفعها أيضا سجاتي وتريكي وقد ذبت في جلود المحاربين حمى النصر وأصبح التتويج بالنسبة إليهم واجبا مقدسا.
وبين كيليا وإيمان أكدت مرة أخرى "حقرونا" أنها سنام الجزائر، ترياق الجزائريين، معدنهم الذي يلاقوا به الأهوال وصلابتهم التي يواجهون بها المحن، قوتهم وبأسهم في ميادين الرياضة وعزمهم وإصرارهم في الميادين وعلى جميع الجبهات.
حقرونا هي النار التي تحرق كل شيء من أجل شيء واحد فقط "تحيا الجزائر".
لطفي فراج