الحراك الإخباري - "الحراك الاخباري" يفتح ملف تدخين التلاميذ ويدقّ ناقوس الخطر قلوب بريئة "تحترق بالنيكوتين" من المسؤول ومن المنقذ؟
إعلان
إعلان

"الحراك الاخباري" يفتح ملف تدخين التلاميذ ويدقّ ناقوس الخطر قلوب بريئة "تحترق بالنيكوتين" من المسؤول ومن المنقذ؟

منذ 4 سنوات|روبرتاج


دقّ أساتذة ومدراء متوسّطات ومختصّون ناقوس الخطر خلال حديثهم لـ"الحراك الاخباري"، إزاء " الارتفاع الرهيب" لظاهرة التدخين في أوساط المتمدرسين ذكورا وحتى إناثا بالإكماليات والثانويات وبشكل أقلّ بالابتدائيات، ودعوا إلى ضرورة تكاثف الجهود والإسراع في وضع خطة عمل بالتنسيق مع الأولياء بالنظر لدورهم المهمّ في كبح جماح الظاهرة، بالاعتماد على العمل التحسيسي المرفق بالترهيب من عواقب التدخين إلى جانب التفاتة رسميّة جادّة لـ"وباء اجتماعي" بات يؤرقهم ويهدّد مستقبل الأجيال الصاعدة.

5 بالمائة من التلاميذ يتعاطون " الدخّان"، و"الشمة"

إحصائيات تقديرية قدّمها المختصّون، تتحدّث عن أنّ 5 بالمائة من تلاميذ الأطوار الثلاثة يتعاطون "الدخّان"، ومدمنون على “الشمة”، وعدد آخر لم تحدّد نسبته يتعاطون "المخدّرات" والحبوب المهلوسة التي امتدت إلى حرم المؤسسة التربوية، مختصّون يوجّهون أصابع الاتهام في نفث التلميذ للسيجارة؛ بالدرجة الأولى إلى غياب الرقابة الأسرية للأطفال والمراهقين، وأولياء يبرّرون إقدام أبنائهم على التدخين بتحميل المسؤولية للمجتمع و"الرفقة السيّئة" وغياب الرقابة داخل المؤسسة التربوية، ومن جهتهم ينفي المدراء التهمة عنهم كون أغلب الحالات تمّ ضبطها خارج المؤسسة، ويشيرون بالبنط العريض إلى تساهل الوالدين وعدم اكتراثهم بما يفعله أبناؤهم، لتبقى محاربة هذه الظاهرة صعبة، لكنها غير مستحيلة.

حب للمغامرة وشعور بالرجولة

تلميذ بمتوسّطة بالعاصمة، أسّر لـ "الحراك الاخباري"، أنّه يحرق يوميا أكثر من علبة كاملة من السجائر، فالأمر مزاج بالنسبة إليه، كما أنّ "نفث سيجارة، أو وضع رفعة شمة أو حتى تعاطي سيجارة محشوّة بالمخدّرات، أضحى أمرا عاديا بداخل المدرسة، وهو نوع من حب المغامرة، وشعور بالرجولة واثبات للذّات"، أمّا عن البداية فقال التلميذ الذي لعب دور "المحلّل الاجتماعي في ردّه على سؤالنا": " أوّل خطوة تبدأ بالتجريب، الجلوس إلى صديق مدخّن ينقل العدوى، تليها مرحلة التردّد وفيها يمكن للمجرّب أن يبتعد عن التدخين في حال وجد من ينصحه أو بتدخّل أوليائه في اللحظة المناسبة، وأخيرا مرحلة الإدمان والتي لا ينفع معها شيء".

مضع " العلكة" يزيح رائحة التدخين

محاولة التجريب ونشوة نفث سيجارة، لا تضاهيها نشوة"، يؤكّد " سيدعلي" تلميذ بمتوسّطة بالعاصمة، 15 سنة، مضيفا بأنّ أوّل خطواته نحو التدخين، كانت بعمر الـ 12 سنة، في عامه الأوّل بالمتوسّطة، بعد أن خالط صديق عرض عليه تجريب "النكهة" لإشغال وقت الفراغ ليس إلاّ، يقول "عندما عرض عليّ صديقي تجريب نفث سيجارة كان قد أشعلها، تردّدت في البداية، غير انّه وضعها في فمي وأقسم عليّ أن أستنشقها، لا أخفي عليكم شعرت بنشوة كبيرة مصحوبة بتخوّف من اكتشاف أمري، والدي سيقتلني، أخبرت صديقي بمخاوفي، ولكنه سرعان ما ربط ذلك برجولتي وأعطاني علكة، قال لي أن مضغها يزيل رائحة الدخان كليا من فمي، وفعلا لم يكتشف والديّ ذلك رغم مرور أربع سنوات على تدخيني للسجائر".

خالطت "المشبوهات" فأصبحت مدمنة

ظاهرة التدخين لم تستثن فتيات "السيام والليسي"، على حدّ قول " لمياء"، 16 سنة، مدخّنة وجّهنا إليها مباشرة ونحن نستقي المعلومات عن تدخين التلاميذ، كونها باتت معروفة في متوسّطتها بالعاصمة، لم نجد صعوبة في الحديث إليها، كسى السّواد أسنانها وانبعثت منها رائحة السّجائر، وفيما اشترطت علينا عدم تصويرها أو ذكر اسمها الحقيقي " حتى لا يكتشف والدي أمري"، أخبرتنا أنّ " أوّل خطوة لي نحو التدخين، مردّها احتكاكي الكبير بالذكور، وبفتيات " الميليو" يفقنني سنّا، رأيت في تدخينهم للسجائر متنفّسا لمشاكلهم التي لا تختلف عن معاناتي مع الضغط الأسري وبطالة والدي ومشاكل عديدة لا يسع المجال لذكرها".

تواصل لمياء قائلة "عدم تدخيني وسط أصدقائي من الجنسين، يشعرني دائما بالنقص أمامهم، فما ننظّمه من خرجات وجلسات لا يسمح بحضورها لغير المدخّنين، فحمل سيجارة يشعرني بالاستقلالية عن والديّ والاعتماد على ذاتي"، وبخصوص علم إدارة المتوسّطة بتدخينها أوضحت أنّ "توجيه المؤسسة التربوية أو المجالس التأديبية لاستدعاء لوالديّ للنظر في المسألة، بعد أن شاهدتني المنظّفة أدخّن سيجارة في دورة المياه، لم يحدّ من نفثي للسجائر، فوالدتي اكتشفت أمري في وقت جدّ متأخّر، أما والدي فيجهل الأمر تماما"، لتحمّل لمياء المسؤولية لوالديها بالدرجة الأولى " خصام دائم وشقاق أسري كبير، معيشة متدنّية جعلت حياتنا على المحك، نعيشو بقدرة ربي"، تقول لمياء بشعار " قبل أن تلوموني أنا ألقوا باللوم على المتسبّب في وضعي".

المراقبون: "الرّاسبون على رأس القائمة"

كشفت مساعدة تربوية بإكمالية بالعاصمة، لـ " الحراك الاخباري" أنّ التدخين لم يستثن الفتيات، مشيرة إلى أنّ دورات المياه والأقسام خلال فترات الراحة، مكانهنّ الخصب لنفث سيجارة، لتذهب لأبعد من ذلك بتأكيدها أنّ من الفتيات من يتواطأن مع الذكور لإخفاء الممنوعات بداخل محافظهنّ، تفاديا لتفتيشهم.

المراقبة كشفت أنّ القاء نظرة على حالة الأقسام يكشف وجود قطع من " الشمّة" الممضوغة ملتصقة بجلّ أسقفها، وهو ما وقفنا عليه لـ "شمّة" بنكهاتها المختلفة التي أبانتها ألوانها الصفراء، الخضراء والبرتقالية، ملتصقة عشوائيا بأسقف الأقسام، مراقب بمتوسّطة أخرى، أسرّ الينا بأنّ أغلب المدخنين في المدارس، تلاميذ معيدون للسنة الدراسية، تترواح أعمارهم بين 15 إلى 18 سنة، وبشكل أقلّ تلاميذ في سن الـ12 سنة، يخطون أولى خطواتهم نحو الإكماليات.

الإحالة على المجلس التأديبي..هل تفي بالغرض؟

فئة الإناث من بين الحالات التي تتعاطى السجائر أيضا، يقول المراقب، إدمانهم لم يقتصر على التبغ والشمة فحسب، بل تعدى ذلك إلى تعاطي المخدرات بشتى أنواعها والحبوب المهلوسة، وبخصوص التعامل مع هذه الفئة، أوضح المساعد التربوي بأنّ الأمر يستدعي استدعاء ولي التلميذ، لإعلامه من جهة ولمعرفة أسباب اقبال ابنه على العادة السيّئة، بهدف الحدّ منها وفرض رقابة على التلميذ تفاديا لانتقال العدوى لبقية زملائه.

هناك تصرفات مشينة لتلاميذ من الجنسين لا ينفع معها الحوار، تحتّم إحالتهم على المجلس التأديبي وحتى استدعاء الشرطة، يضيف المراقب، مشيرا إلى وجود حالات لتلاميذ وصلت حدّ الفصل النهائي عن الدراسة والسبب " قطعة مخدّرات هدّمت مستقبلهم الدراسي".

مدير متوسّطة بالعاصمة:
التفتيش وغلق المراحيض بالأقفال لمواجهة التدخين


مدير متوسّطة بالعاصمة، كشف لـ"الحراك الاخباري"، أنّ انتشار آفة التدخين وسط المتمدرسين مرتبط بمدى تطبيق الإدارة للقانون الداخلي للمؤسسة التربوية، مشيرا إلى أنّ " التهاون" في تطبيق بنوده يعشّش الإهمال في الوسط التربوي وتتمخض عنه ظواهر سلبية بينها تدخين التلاميذ، مؤكّدا فرضه رقابة صارمة على التلاميذ بمؤسسته التربوية، بينها غلق دورات المياه بالأقفال وفتحها تحت أنظار المراقبين، باعتبارها المكان المفضل لنفث سيجارة، أو وضع “رفعة شمة"، مع اللجوء إلى التفتيش الدوري لمآزر ومحافظ التلاميذ المشبوهين.

إجراء لجأ إليه المدير "نظرا لصعوبة اكتشاف حالات التدخين بالمؤسّسة التربوية من جهة، وخوفا من انتشار الآفة وسط التلاميذ، حتّم على هؤلاء التدخين خارج أوقات الدراسة وخلف الأسوار الخارجية للمتوسّطة، خوفا من العقاب الذي قد يطالهم في حال تمّ تحويلهم للإدارة ومواجهة الإجراءات العقابية اللازم".

أولياء يعترفون ويبرّرون ويتذمرون من الاستدعاء
 " ماراناش مسؤولين..أنتم السّبب"


تروي لنا إحدى الأمهات بوجع كبير قصة ابنتها المراهقة مع التدخين، "بدأت ابنتي التدخين بعمر 14 سنة، الذي تزامن وفترة انفصالي عن والدها السكّير، ابنتي لم تتحمل حياة الخصام ومشاهد الضرب المبرح الذي كنت أتلقاه يوميا من والدها، كما لم تستوعب غيابه الدائم عن البيت كونه زير نساء"، لتوضّح أسبابا أخرى لتبرير تدخين ابنتها لخّصتها في "سوء المعاملة وغياب السند الأبوي وكذا مظاهر الحقرة والعوز والحاجة"، " ماذا ننتظر من فتاة مراهقة أن تفعله حيال وضع أسري تعايشه برفقة والدتها على مضض؟"، تقول المتحدّثة التي حمّلت زوجها المسؤولية بطولها وعرضها.

تصريح صادم لسيّدة توجّهنا اليها بسؤال حول ابنها المدخّن، أبدت خلاله تذمّرا كبيرا من الاستدعاءات الدّوريّة التي ترسلها المتوسّطة أين يدرس ابنها، قائلة " ابني تبلا بالدخّان، والسبب نقص الرقابة بداخل المتوسّطة، ابني لم يتعلّم التدخين في البيت فوالده رياضي وغير مدخّن، ومع ذلك أتلقّى في كلّ مرّة استدعاء من المتوسّطة ليخبروني بأن ابني يدخّن، ما يسبّب لي ازعاجا كبيرا"، لتذهب السيدة حدّ القول " ألبّي الدّعوة وأطالبهم بتخصيص معالج نفسي لابني، عليهم بتحمّل المسؤولية وفقط".

دراسة صادمة لـ ''الفورام'':
" 35 بالمائة من المراهقين دخّنوا قبل سن العاشرة"


خلصت آخر دراسة ميدانية حول "التدخين في الوسط المدرسي"، أنجزتها الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، بإشراف البروفيسور مصطفى خياطي، أخصائي في طب الأطفال، إلى أن الظاهرة " اتّسعت رقعتها في السنوات الأخيرة داخل المؤسسات التربوية"، بحديثها عن أنّ 21 بالمائة من المدخنين المستجوبين المقدر عددهم بـ 14 ألف تلميذ على مستوى 6 إكماليات بالعاصمة يدخنون داخل المؤسسات المدرسية، مقابل 51 بالمائة يدخنون في الشوارع، و4.1 بالمائة يدخنون أمام أساتذتهم.

وكشفت الدراسة أنّ 9 بالمائة من المعلّمين والأساتذة يدخّنون أيضا في قاعات الدرس، 35 بالمائة من المراهقين كانت خطواتهم الأولى نحو التدخين قبل سن العاشرة، 30 بالمائة يستهلكون بمعدّل علبة سيجارة يوميا، 41 بالمائة ذات نوع محلي ''ريم''، مقابل 20 بالمائة سجائر نوعية أجنبية.

الظاهرة تحت مجهر وزارة الصحة
تحقيق وطني حول تدخين الأطفال قريبا


كشف يوسف طرفاني، مدير الوقاية وترقية الصحة بذات الوزارة، على هامش أشغال ملتقى علمي تكويني حول التبغ ومكافحة التدخين المنظم، مؤخّرا، بتيبازة بمناسبة اليوم الوطني لمكافحة التدخين، عن عزم الوزارة إطلاق تحقيق وطني حول ظاهرة التدخين لدى الأطفال بين 13 و 15 سنة، سيما منهم المتمدرسين، وذلك تحضيرا لإعداد الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين (2020-2025).

ممثّل وزارة الصحة كشف عن تسجيل بين 9 آلاف الى ألف حالة اصابة بسرطان الرئة سنويا، 90 بالمائة منهم يستهلكون التبغ، وأكّد أنّ المكافحة تستدعي إشراك عديد القطاعات، سيما منها التربية الوطنية والداخلية وقطاع التضامن الوطني، و" نحن بصدد تقييم وإعداد الحصيلة النهائية التي على ضوئها يتم إعداد الاستراتيجية الجديدة"، وبلغة الأرقام ذكّر المتحدّث بأنّ تحقيقا أنجزته الوزارة سنة 2013، خلص الى تسجيل 9 بالمائة من إجمالي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة يستهلكون مادة التبغ، بينما كشف آخر تحقيق تم إنجازه سنة 2017 حول التدخين لدى الأشخاص بين 18 و 64 سنة، عن أنّ 16 بالمائة منهم يستهلكون التبغ.

طرفاني أكّد أنّ الوضعية باتت اليوم " مقلقة وخطيرة"، مشيرا إلى أنّ مكافحة التدخين مسؤولية الجميع بدءا بالمحيط العائلي، وكشف عن أنّ اعتماد وسائل عمل توعوية وتحسيسية ساهمت بفعالية في تقليص الظاهرة، بينها استخدام ميثاق منع التدخين بالمؤسسات الاستشفائية " تم تسجيل انخراط 193 مؤسسة صحية في العملية، والنتائج كانت مشجّعة بتسجيل عزوف متواصل للأطباء وشبه الطيبين عن التدخين".

الياس مزغيش المكلف بالإعلام بشبكة " ندى"
200 ألف متسرّب سنويا من المدرسة بحاجة لحلول عاجلة


كشف الياس مزغيش المكلّف بالإعلام بشبكة " ندى"، لـ " الحراك الاخباري" أن حملات التحسيس بأخطار التدخين لوحدها "لم تعد تجد نفعا"، وأوضح أنّ مكافحة الظاهرة تستدعي تظافر جهود عدّة جهات، خاصة وأنّ "ظاهرة الانحراف تمتدّ اليوم لتصل إلى فئة الأطفال وزحفت نحو المدارس الابتدائية ومسّت حتى فئة الفتيات".

التدخين يأخذ منحى " خطيرا" داخل المدارس وخارجها في الفضاءات العمومية، يضيف الياس مزغيش، أمام " غياب الرقابة وسبل الوقاية والتحسيس"، وبلغة الأرقام كشف المتحدّث عن أنّ " شبكة ندى استقبلت آلاف الأطفال وقرابة 23 ألف مكالمة عبر الخط المجاني 3033 للتبليغ عن سوء المعاملة، العنف، الخطر والنزاعات، وقفنا على حالات تدخين وتعاطي للمخدّرات تخصّ أطفال بين 9 و10 سنوات نتيجة احتكاكهم بفئة المراهقين".

عديد الأطفال انحرفوا وتمّ توريطهم في قضايا اعتداءات وسرقات، وأوّل ما نعثر عليه بحوزة مراهقة هاربة من منزلها العائلي علبة سجائر، يقول الياس مزغيش، الذي " دقّ ناقوس الخطر" وأعاب ضرب بائعي السجائر بقانون منع بيعها للصغار عرض الحائط، وأشار إلى أنّ "مكافحة التدخين بصفة عامة مسؤولية مشتركة ومتداخلة تستدعي التفاتة عاجلة ومدروسة، خاصّة بوجود 200 ألف متسرّب من المدرسة سنويا، يقابله انعدام فضاءات للعلاج والمرافقة والتحسيس".

المختصة النفسانية وسيمة لعمري:
الجسد والروح في حالة طوارئ


أكّد المختصّة النفسانية وسيمة العمري لـ" الحراك الاخباري"، أنّ "انتشار التدخين من الظواهر الاجتماعية التي انعكست سلبا في الوسط المدرسي، وأخذت بعدها وتأثيرها على جميع الأطوار المدرسية"، مشيرة الى أنّ "تفشي الظاهرة بين التلاميذ أضحى يشكّل خطورة كون التلميذ لا يزال طفلا"، وبخصوص أسباب الظاهرة، أكدت وسيمة العمري، تباينها بين النفسية والاجتماعية، بينها " التنشئة الاسرية، تثبيتات في مراحل النمو الجنسي للطفل، شعور بالنقص والتوتر النفسي الدائم، وكذا غياب الحب والحنان وسط الأسرة".

وكشفت المختصة أنّ "الطفل يحاول بذلك تعويض الحرمان النفسي، فضلا عن رغبته في تقمص دور فرد مدخّن داخل الأسرة أو المحيط، أو ترجمة تعرضه الى صدمات نفسية في مراحل أولى من طفولته"، ولخّصت المختصّة الأسباب الاجتماعية للجوء الأطفال الى التدخين، في غياب الحوار والحب الأسري، التقليد والرغبة في الاستكشاف، الفقر والاهمال الأسري، العنف الجسدي واللفظي، المشاكل والصراعات الأسرية، التفريط في الحب.

وأوضحت وسيمة لعمري أنّ من الأطفال يدخنون لشعورهم بالعظمة، " فالتدخين يأخذ عدة اشكال وأنواع، يحوي مادة النيكوتين ولها تأثير على الجهاز العصبي، تشعر متناولها بالفرحة ونقص الضغوطات والصراعات، تشعره بالراحة النفسية والهدوء، سرعان ما يتحوّل ذلك الى سلوك قهري يحول دون التخلي عنها، ترافقه أعراض القلق، العصبية الزائدة، صعوبة في التنفس، صداع، أرق، فقدان الشهية، وبالتالي الانسحاب الاجتماعي، يرافقه ضعف في التحصيل الدراسي وفقدان التركيز وكثرة الشجارات والعنف داخل الوسط المدرسي".

وشدّدت المختصّة على ضرورة تحويل التلميذ المدخّن إلى العلاج النفسي بهدف المساعدة النفسية ومحاولة فهم البعد النفسي للظاهرة، وأبرزت دور الحوار بدل أسلوب الترهيب داخل الأسرة والمدرسة قبل الشروع في العلاج، مع وضع برنامج خاص للعلاج المعرفي السلوكي لتقويم سلوك المدخّن.

روبرتاج: سمية.م

تاريخ Oct 17, 2019