الحراك الإخباري - كتاب يثير تساؤلات راهنة: العشيرة والدولة في بلاد المسلمين
إعلان
إعلان

كتاب يثير تساؤلات راهنة: العشيرة والدولة في بلاد المسلمين

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب

صدر حديثاً عن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "العشيرة والدولة في بلاد المسلمين" الذي صدر عام 2013 باللغة الفرنسية وضمّ دراسات لعدد من الباحثين وأشرف عليه وحرّره الباحث العراقي هشام داوود، ونقله إلى العربية رياض الكحال ونبيل الخشن.

سعت معظم بلدان العالم الإسلامي إلى بناء دول دستورية حديثة تحترم حقوق جميع المواطنين بعد حصولها على الاستقلال منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أنها عادت لاحقاً إلى تقسيم المجتمع على أسس مناطقية وعشائرية وطائفية للتغطية على سياساتها الخاطئة.

ولذلك تفكّك نخبة من أبرز الباحثين والمتخصصين الأكاديميين في الكتاب ما نعنيه اليوم بالعشيرة/ القبيلة، في موضوعات مستخلصة من أعمالهم الميدانية الطويلة، منها: آليات عشرنة/ قبلنة قسم من مجتمعاتنا المحلية؛ ميل الناس أو حصرهم أو تشجيعهم على إعادة تجميع أنفسهم في وحدات محلية كالعشيرة (فعلية كانت أم متخيلة)؛ المصالح الفردية والجماعية التي تربط بين الأفراد ويعاد إنتاجها من خلال المنظومة العشائرية/ القبلية المستحدثة؛ معنى الانبعاث الراهن للعشيرة/ القبيلة في لحظة طغيان خطاب العولمة؛ علاقة الحركات الإسلامية الراديكالية بالعشائر/ القبائل، وغيرها من الأسئلة التي تشغل باحثين كثيرين.

يتألف الكتاب من قسمين؛ اشتمل الأول المعنون "العشائر/ القبائل، الإسلاموية والدولة" على ثلاثة فصول. جاء الفصل الأول بعنوان "العشائر/القبائل والحركات الإسلامية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط"، ووُسم الفصل الثاني بـ "السياسات القبلية للدولة الإيرانية، من القاجار إلى الجمهورية الإسلامية"، وعنون الثالث بـ "الجزائر: القبيلة كأفق سياسي".

احتوى القسم الثاني وعنوانه "العشائر والقبائل في مناطق النزاعات"، على سبعة فصول. وُسِم أولها، وهو الفصل الرابع بحسب ترتيب المباحث في كامل الكتاب، بـ "أفول المؤسسة القبلية في أفغانستان"، وبعنوان "الطالبان والملالي وجماعات لشكر: الديناميات الاجتماعية في المناطق القبلية الباكستانية منذ 11 أيلول/ سبتمبر 2001"، جاء الفصل الخامس.

في الفصل السادس "اليمن المعاصر: مجتمع قبلي؟" بعض الأفكار الدقيقة حول استقرار دور القبائل واستمراره في مجتمع يمني معاصر تجتازه عمليات إعادة تركيب اجتماعية وسياسية عديدة، ويناقش الفصل السابع "عن الصوماليين والقبيلة وسياسة الحرب (1991-2009)" الأهمية التي اكتسبها التاريخ، خلال أعوام الحرب الأهلية الصومالية، أكثر من الآليات الشكلية لقرابة النسب.

اختص الفصل الثامن بـ "الروابط البدائية والتسلط والانتفاضة الشعبية في ليبيا"، وكان للعراق نصيب من البحث في الكتاب المشار إليه، ففي الفصل التاسع وعنوانه "العشائر العراقية في أرض الجهاد"، يظهر أن العشيرة تظل في نظر السلطات السياسية والعسكرية العراقية وكذلك التحالف الدولي فاعلاً مفيداً على الصعيد المحلي أو فاعلًا يزعزع استقرار النظام المحلي.

يأتي الفصل العاشر والأخير بعنوان "خلاصات نظرية حول الطائفة والعشيرة: عن التوازن بالغلبة في الوطن العربي"، وفي الخاتمة "القبائل والإثنيات والدول"، اقتراح لإعطاء تعريف لماهية العشيرة/ القبيلة والإثنية، ومن ثم إظهار الفرق الأساسي بين عبارتَي "الطائفة" و"المجتمع" المتداوَلتَين بكثرة، سواء في الصحافة أو عند أصحاب العلاقة أنفسهم.

تاريخ Oct 30, 2019