الحراك الإخباري - الحصن المتين: لماذا هذه المبادرة؟
إعلان
إعلان

الحصن المتين: لماذا هذه المبادرة؟

منذ 3 سنوات|الأخبار


الحصن المتين

يعتبر الحصن المتين فضاء حرا للتعبير عن مواقف الجزائريات و الجزائريين، عما يجب أن تكون عليه الجزائر مستقبلا ، ليس الحصن المتين حزبا و لا فئة و لا تنظيما جهويا و لا مناطقيا أو جماعة تتمترس وراء إيديولوجيا معينة ، إنما هو جبهة وطنية مفتوحة لكل الحساسيات و الأفكار و القناعات ، يجمع بينها حب الجزائر و الدفاع عن وحدتها الترابية و الشعبية و تطلعات جماهيريها و في مقدمتهم الشباب ، إلى إحداث قطيعة مع كل المفاسد و في جميع القطاعات و المجالات من أجل تأسيس نظام حكم أساسه الشرعية الشعبية، عبر مؤسسات يحكمها القانون ، سواء بالنسبة للسلطة التشريعية التي سيحررها الشعب من الزبائنية و الفساد المالي و السياسي، و التعيينات الفوقية في المجالس و شراء الذّمم و ما إليها من الممارسات التي كانت سائدة.

أو بالنسبة للسلطة القضائية التي خضعت أمدا طويلا لعدالة الهاتف و عدالة الليل و عدالة الدوس على حقوق المواطنين بالمفاضلة بين المتقاضين، لهضم حقوق الضعفاء أمام تدخلات السلطة الخارجية و المال الفاسد، و المحاباة و التجاوز على سلطة القانون من قبل الذين يفترض فيهم حمايته. الأمر الذي كرس اللاعدل و اللامساواة في المجتمع و غمط الحقوق الشرعية للمواطن ، فانعدمت الثقة في عدالة البلاد.

 أما بالنسبة للسلطة التنفيذية فقد تغولت للهيمنة المطلقة على باقي السلطات، و حولتها إلى أدوات بين يديها و استولت على كل مفاصل الدولة، و اعتمدت على ريع المحروقات لهدر المال العام لا من أجل إحداث التنمية البشرية و المادية في المجتمع ، و لكن من أجل بسط نفوذها على الجميع بشراء الذّمم ، و رشوة بعض الأطراف بما في ذلك المنتخبين . فجندت لفيفا مما يسمى أحزاب الموالاة و بعض المنظمات و الجمعيات، التي زعمت أنها خلاصة المجتمع المدني للترويج إلى سياستها. كما احتكرت الإعلام من خلال التحكم في الإشهار و توجيهه لأغراض سلطوية لا للخدمة العمومية. كما أطلقت أيادي خدامها من الأثرياء الجدد، الذين يثرون من الخزينة العمومية تحت ذريعة الإستثمار دون وجه حق في مجالات الصناعة و التجارة و ما إليها.  

بحيث أصبح الاقتصاد الوطني مرهونا بين فئة ضيقة تدور بجوار السلطة ، فتحالف بذلك رجال السلطة مع المفسدين ، الأمر الذي خلف أوليغارشية ، نهبت المال . و لم تحدث أي منطلق لخلق الثروة في أي مجال كان.

و بالمختصر المفيد اختزلت الدولة في سلطة نافدة، سرقة إرادة الشعب ، و انقلبت على شرعيته، و هيمنت على كل مفاصل الحكم في البلاد ، الأمر الذي أدى بالجزائر إلى خراب اقتصادي و أزمة أخلاقية حادة ،و انعدام الثقة بين المواطن و مؤسسات الدولة .

 و تدهورت صورة البلاد في الخارج على الرغم من البحبوحة المالية التي حظيت بها الجزائر على مدى سنين طويلة. حتى قيض الله للشعب انتفاضته المباركة من خلال حراك 22 فبراير 2019. إذ خرج عن بكرة أبيه في كل مناطق البلاد، متصديا بسلمية و سلوك حضاري لطغمة الفساد المالي و السياسي ، و قد كان للجيش الوطني الشعبي دور تاريخي و ريادي في حماية الحراك و التصدي لعصابات الفساد و تحرير العدالة و مرافقة العملية السياسية بكل حيادية و دون تدخل، بالإضافة إلى مهامها الدستورية في حماية حدود البلاد المتفجرة شرقا و غربا و جنوبا، و مواجهة بقايا الإرهاب في البلاد و هي مهمة نبيلة و شريفة ، تحلت فيها هذه المؤسسة بمسئولية تاريخية و موقف وطني و سلوك حضاري حمى البلاد من أي تجاوز أو انفجار داخلي أو تدخل أجنبي فيسر ذلك السبيل لدينامكية سياسية طبقا لدستور البلاد، أفضت إلى انتخابات رئاسية نزيهة و شفافة . 

إن الجزائر اليوم قد وضعت معالم كبرى لمستقبل سيحدث قطيعة مع الماضي المغلوط من أجل إرساء أسس واضحة المعالم يجد فيها كل مواطن مكانته، تطبق السلطة فيها إرادة الشعب دون انتقاص. و تفصل الصلاحيات بين السلطات الثلاث دون هيمنة أو ابتزاز و يحرر فيها الإعلام، و تضمن الحقوق ويستقل القضاء و تمكن الطبقات الهشة من أن تحظى بحقوقها المادية و المعنوية، كما يحرر الإقتصاد من هيمنة المضاربين و المتسلطين و يعطي للشباب الفرص للولوج إلى مصاف القيادة في كل الجاالات، و هو الأمر الذي سيسهم في رصّ صفوف الجبهة الداخلية بعيدا عن التخوين و التقسيم ،و إثارة النعرات و ما إلى ذلك مما يهدد الوحدة الشعبية و الترابية للبلاد.

 و من المؤسف أن نشهد في الفترة الأخيرة هجوما غير مبرر و حملة مسمومة على مؤسسة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الظافر، و الملتزم بدوره الدستوري من أجل إضعافه و تشويهه و تحميله تبعات أخطاء السياسيين، و هو أمر عارِ عن كل صدقية و خال من كل حقيقة. و ما هذه الحملة الشعواء إلا صدى لحملات أجنبية مغرضة نعرف مصادرها، بعد أن تأكدت من قوته و قدرته على قطع دابر أي معتد على الجزائر، لكونه تمكن من إحداث توازن استراتجي في المنطقة مع التزامه المبدئي و الدائم بعدم التدخل في شؤون الغير، و هي العقيدة السياسية الثابتة للجزائر منذ الاستقلال . فالجيش الوطني الشعبي هو سليل جيش التحرير الوطني و من صلب الشعب ، و هو الحامي و الساهر الدائم على سيادة الوطن و سلامته، يضحي أفراده يوميا في سبيل أمانة الأمة و سلامة الوطن و هيبته . و من واجب الجميع أن يقدر في هذه المؤسسة تضحياتها و مواقفها و إسهاماتها في التنمية الوطنية و سؤدد البلاد، التي تحظى بفضله بمكانة إقليمية و دولية غاية في التقدير و الاحترام. فالكمشة التي تروج ( مدنية لا عسكرية) هي على ضلال تسعى لقلب الحقائق و إضعاف معنويات أفراد الجيش الوطني الشعبي . و لكن هيهات لها أن تفلح في مسعاها ، فالجيش ابن الشعب و متى كان الابن عاقا لأبيه أو معتد عليه؟  

و عليه ندعو الجميع بمن فيهم المغرر بهم إلى رصّ الصفوف و تقوية الجبهة الداخلية للمجتمع و الإقدام بشجاعة و إخلاص لبناء جزائر الجميع من خلال الجميع. 

و بالله التوفيق و السؤدد.

تاريخ Feb 26, 2021