ما سبب جنون فرنسا من زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روما؟، و لماذا قالت الصحافة الفرنسية بان هذه الزيارة "اذلال" لهم؟. و لماذا اعتبر بعض اشباه المحللين في فرنسا بان إيطاليا خانت فرنسا و بان الاتحاد الأوروبي أدار ظهره لفرنسا؟و قد يقولون (ربما) غدا بان استقبال البابا للرئيس عبد المجيد تبون في الفاتيكان خروج (البابا) عن الملة و قرينة على اقتراب موعد دخوله الإسلام!
غضب غير مفهوم و غير مبرر، بلد سيد (الجزائر)يزور بلدا سيدا آخر (إيطاليا)و المحادثات تشمل كل القطاعات بهدف الوصول الى شراكة استراتيجية حقيقية مبنية على منطق رابح رابح، و الاحترام المتبادل، و عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، لماذا يشكل هذا الأمر أرقا لفرنسا و ما شأنها في العلاقات الثنائية بين الجزائر و إيطاليا.
ربما يمكن إرجاع سبب الغضب الفرنسي في النخب الفرنسية، خاصة نخب اليمين المتطرف التي تعتقد بان الجزائر لا تزال مستعمرة، و بانه لا يجوز لها أن تقرر مصيرها بيدها، و بان تبني علاقاتها مع من تشاء من الدول، وبان توقع العقود و الاتفاقيات حسب ما تمليه مصلحتها الوطنية، وليس وفقا لمصلحة فرنسا.
ان عدم القدرة على فهم واستيعاب بان الجزائر لا تخضع لاحد و لا يلوي ذراعها احد هو الذي دفع وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو مثلا إلى ارتكاب الحماقة تلو الأخرى و تهديد العلاقات الثنائية بين الجزائر و فرنسا.
مهما يكن من أمر، فان الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مزيد من الشراكات مع الدول الجدية التي تحترم السيادات و لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، و للأسف (او لحسن الحظ) فإن فرنسا غير موجودة في هذه القائمة.
احمد العلوي