تستعد الوكالة الوطنية للنفايات لنشر أول تقرير وطني لتسيير النفايات لسنة 2020 في إطار انتقال الدولة من مخطط التسيير الخطي للاقتصاد الوطني إلى التسيير الدائري أو الاخضر، حيث يوفر هذا التقرير المرجعي معلومات دقيقة حول النفايات وسبل تسييرها والاستفادة منها لدعم الاقتصاد ككل.

وسيكون هذا التقرير وفق المعلومات المستقاة من الوكالة الوطنية للنفايات، بمثابة دليلاً عمليا لرسم الاستراتيجية الوطنية لتسيير النفايات والتي تمتد إلى غاية سنة 2035.

وقد تضمن هذا التقرير معلومات جديدة على غرار إحصاء 220 مركز ردم تقني للنفايات، كما تم إحصاء 3000 مفرغة عشوائية عبر الوطن، تم غلق 1500 مفرغة منها في انتظار استكمال هذا المسار التصويبي ليشمل كل المفرغات العشوائية وتبقى مفرغة الكرمة بولاية وهران مثالاً عن العملية الجارية لاسترجاع هذه المفرغات، فيما تعتبر مفرغة واد السمار بالعاصمة نموذجا يحتذى به في تحويل المفرغات إلى فضاءات خضراء ترقبا لفتحها لاحقاً أمام الجمهور بعد أن تحولت هذه الأخيرة إلى فضاء يحظى بتنوع بيولوجي وطبيعي بامتياز.

التقرير الوطني لتسيير النفايات يهتم أيضاً بزاوية أساسية خاصة باسترجاع وتثمين النفايات، حيث أن الجزائر التي تنتج سنويا 13 مليون طن من النفايات المنزلية لا تقوم باسترجاع إلا 10 بالمائة منها ويشير التقرير إلى أنه في حال بلوغ نسبة استرجاع 100 بالمائة، فسيكون بالإمكان تحصيل 92 مليار دينار سنوياً.

الجزائر تنتج أيضا 13 مليون طن من النفايات الهامدة وما بين 30 إلى 40 ألف طن من النفايات الاستشفائية سنوياً، كما تم إحصاء 300 متعامل في القطاع من مؤسسات تقوم بجمع النفايات الخطيرة، منها 31 مؤسسة تنشط في جمع العام المهترئة للمركبات، ويتدخل قرابة 3000 متعامل خاص على مستوى الوطن للمساهمة في عملية جمع النفايات ونقلها إلى مراكز الردم التقني.

 وتضطلع البلديات عبر كل هذا المسار بالمهمة الأساسية لتطهير البيئة وهذا ما يجعلها في قفص الاتهام لكونها لم تفعل الميكانيزمات اللازمة لتطوير عملية جمع النفايات وتنظيف المحيط البيئي، في وقت نجد فيه ترسانة قانونية معتبرة في هذا، 13 قانون والمئات من النصوص التطبيقية، مجهودات جبارة ومشاريع ضخمة تقابلها ملايين الأطنان من النفايات التي تغزو شوارع الجزائر، فهل ينجح تقرير الوكالة الوطنية لتسيير النفايات في كسب رهان القطاع وتطوير عملية التسيير؟

يشار إلى أن الوكالة الوطنية للنفايات نظمت اليوم ورشة عمل مع دولة الكونغو لتبادل الخبرات حول السبل الانجع لتسيير النفايات التي ستصل وفق ذات التقرير الوطني إلى 250 مليون طن سنوياً على المستوى الافريقي في سنة 2025 وهو ما يعتبر بمثابة ثروة حقيقة في استغلالها وفق منطق استرجاع وتثمين النفايات لدعم اقتصاديات بلدان القارة السمراء.

حيدر شريف