الحراك الإخباري - كتاب " صاقل الماس".. أسرار غير مسبوقة في حياة محمود درويش
إعلان
إعلان

كتاب " صاقل الماس".. أسرار غير مسبوقة في حياة محمود درويش

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


ينبش الإعلامي الفلسطيني زياد عبد الفتاح في كتابه "صاقل الماس" ذكرياته مع محمود درويش، حيث يتطرق الكتاب إلى سيرة درويش الإنسان، أكثر مما يتحدث عن درويش الشاعر، والمثقف الذي "تزوج القضية".
يقول الإعلامي الفلسطيني أنه كان في هذا الكتاب "البطل والشاهد" ويضيف "لم أتناول كل ما أعرفه عنه، في سيرة حياتنا المشتركة، إلا أنني كتبت المسموح به، ودون أن أغالي في الروايات، وكل ما تناولته حدث وصدر عن الشاعر نفسه، أو ما عايشته أنا معه، فأفردت لمحمود درويش الإنسان والسياسي والشاعر والفلسطيني والعروبي، أكثر مما أفردته عن علاقات الآخرين به، لأن درويش عاش عمره كله ومات ولديه هدف وحيد في هذه الحياة، أن يكون شاعراً على قدر قضية شعبه".
وتطرق الكتاب إلى محمود درويش وعلاقته بالقهوة، التي كان يعشقها ويعشق تحضيرها، حتى أنه أفرد لها قصيدة بعنوان د "القهوة أخت الوقت"، كما يتحدث الكتاب عن حساسية درويش وعلاقته بالمرأة والأطفال، رغم أنه لم يكوّن أسرة، مخافة أن لا يليق هو بالمرأة التي سيكوّن معها أسرة، أو بالأطفال الذين سيولدون له.
وتأتي أهمية الكتاب في كون صاحبه كان الأقرب إلى صاحب "سجل أنا عربي، وقد أكد ذلك بقوله "أنا لا أدعي بل أؤكد أنني كنت الأقرب لمحمود درويش من أي شخص آخر، فبيتي في تونس كان فيه جناح كامل مخصص له، عاش فيه واختلط مع أفراد أسرتي، وحضّر قهوته بخفةٍ بعيداً عن عين والدتي التي كانت تنتظره كل صباح مع قهوتها لتحدثه عن تفاصيل حياتها وأسرار أطفالي".
ويضيف صاحب الكتاب "كان يحب إعداد القهوة، وكانت والدتي تعتبر وقوف الرجل في المطبخ غير لائق، واختلافهما في هذه المسائل لم يكن بعيداً عن اختلاف محمود درويش مع ياسر عرفات في السياسة ووجهات النظر، ورغم أنه كان محباً جداً لشخصية ياسر عرفات، ومتابعاً لتفاصيل المطبخ السياسي، رفض المناصب والتسميات رافعاً شعار (أنا موظف ملتزم عند الشعر).
صاحب كتاب" صاقل الماس" يؤكد أن درويش "لم يكن من هواة البحث عن الشهرة، كما يدعي البعض، ولكن الشهرة من كانت تبحث عنه، في كل جديد يكتبه".."فهو الذي ارتبط اسمه بالقضية وأحب فلسطين كما أحب والدته ووالده وجده وأهله، ولم يكره أحدا رغم وجود الكارهين له، أولئك الذين وجدوا في محمود درويش المانع لوصولهم ولم يكن كذلك"، مضيفاً: "لهذا لم أتناول خارطة علاقاته الشخصية بشكل تفصيلي في كتابي، لأسباب متعلقة بالوفاء للشاعر، وقناعتي أنها لم تكن تخص محمود درويش بل هي صناعة أصحابها، وإن كانت تؤذيه ولكنه كان يعالجها بسعة صدر، وتشبث أكثر بمشروعه الأدبي".
قدم زياد عبد الفتاح في كتابه" صاقل الماس" إضافة نوعية للمكتبة العربية عموما، ولمحبي درويش والمهتمين بأدبه خصوصا، بحيث يمكن أن يساهم الكتاب في إنارة الكثير من زوايا حياة شاعر ما يزال رغم مرور سنوات عن رحيله عصيا على الموت.

نعيمة .م

تاريخ Dec 4, 2019