الحراك الإخباري - مراجعة كتب الجيل الثاني تحدي يواجه وزير التربية الجديد
إعلان
إعلان

مراجعة كتب الجيل الثاني تحدي يواجه وزير التربية الجديد

منذ 4 سنوات|الأخبار



تواجه كتب الجيل الثاني من المناهج والبرامج المدرسية إنتقادات شديدة من قبل الأساتذة في مختلف الأطوار، خاصة نقابات أساتذة التعليم الإبتدائي، التي وضعت مطلب تغيير المناهج والبرامج على رأس لائحة مطالبها، مما يضع وزير التربية الجديد الذي لم يكد يلتحق بمنصبه على رأس القطاع في مواجهة مع أحد أعمق المشاكل والجدليات التي يتخبط فيها القطاع منذ عدة سنوات وهو مشكل "المناهج والبرامج البيداغوجية".
وفي هذا السياق أوضح النقابي والبرلماني مسعود عمراوي، في حديث خاص "للحراك الإخباري" أنه على وزير التربية الحالي تشكيل لجنة من الخبراء الجزائريين والمفتشين لتقييم وتقويم ما يسمى بمناهج الجيل الثاني من جميع النواحي، وفِي أقرب وقت لأن الوضع لا يحتمل التأجيل، بسبب ما تتضمنه من أخطاء فادحة بالجملة، أولها المحفظة الثقيلة والتي احدودبت ظهور التلاميذ من حملها، بالإضالة إلى الحجم الساعي الكبير الذي لا يناسب أعمار التلاميذ لا من حيث الكم ولا من حيث المضمون.

وقال مسعود عمراوي أن هذه المناهج تتضمن عجزا تاما في تطبيق المقاربة بالكفاءات وبالأخص الوضعية الإدماجية في الأقسام النهائية منذ تطبيق الإصلاحات، وهذا بسبب المقررات الدراسية التي تفوق مستويات التلاميذ، وأبسط مثال عن ذلك كتاب السنة 5 ابتدائي و4 متوسط، باللغة الفرنسية، اللذان تم رفضهما رفضا نهائيا بعد طبعهما من طرف الخبراء الجزائريين المدرسيين بالمدرسة العليا للأساتذة، حيث أقر الخبراء بأن محتوى كتاب السنة 4 متوسط يدرس في مستويات الماستر بالجامعة الجزائرية، مما جعل الأساتذة يلجؤون إلى العودة لتدريس المنهاج القديم لحد الساعة.
وأضاف المتحدث أن البرامج الحالية تعتمد على تقزيم التاريخ الوطني والشخصيات الوطنية التاريخية
وتشجيع عمالة الأطفال خلافا لكل دول العالم التي تحارب عمالة الأطفال، إضافة إلى ترسيم خريطة إسرائيل وحذف خريطة فلسطين من كتب الجغرافيا، وأخطاء لغوية وعلمية فادحة في كل الكتب المدرسية دون استثناء.
وأرجع النقابي مسعود عمراوي كل هذه الأخطاء والتناقضات إلى أن هذه الكتب كلها عبارة عن "نسخ ولسق" من الأنترنت أو من مقررات خاصة بدول أجنبية، ألفت وطبعت في زمن قياسي ووجيز جدا فقط من أجل غرض ربحي بامتياز حيث تم طبع قرابة 40 مليون كتاب، كلها في مطابع خاصة، وإلا فكيف نفسر طباعة الكتب في مطابع خاصة، بينما يمتلك الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ONPS مطبعة من أحسن المطابع في إفريقيا، مما يستوجب فتح تحقيق معمق في العملية.
وأضاف المتحدث أن السبب الآخر في مضمون هذه المناهج هو التوجه الإيديولوجي للقائمين السابقين على وزارة التربية، وهذا من أجل فرض سياسة الأمر الواقع، ما جعل أي وزير يتولى المنصب الآن يجد نفسه عاجزا عن تغيير مضامين الكتب التي تم إنفاق الملايير على طباعتها، والنتيجة أنه محصلة ما يسمى بمناهج الجيل الثاني حسب المتحدث "تدنٍ وإنحطاط لا نظيرا لهما في مستوى المدرسة الجزائرية".


هدى بلقاسم

تاريخ Jan 19, 2020