الحراك الإخباري - للمؤرخ بنيامين كلود بروور: صحراء اسمها السلام: كتاب يفضح العنف الفرنسي في الجزائر
إعلان
إعلان

للمؤرخ بنيامين كلود بروور: صحراء اسمها السلام: كتاب يفضح العنف الفرنسي في الجزائر

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


 صدر حديثا كتاب "صحراء اسمها السلام: تاريخ الشرق الأوسط المعاصر ومجتمعه، عنف الإمبراطورية الفرنسية في الصحراء الجزائرية"، لصاحبه بنيامين كلود بروور، عن داريْ الروافد الثقافية وابن النديم للنشر والتوزيع، فيما تولّى ترجمته إلى العربية أمين الأيوبي، وراجعه وقدم له هاشم الرفاعي.
وجاء في كلمة الناشر إنّ هذا الكتاب ليس هدفه تصحيح مسار تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر أو إعادة كتابته كما يشير المؤلف، بل هذا العمل يركز على محاولة فهم طبيعة وأشكال ودوافع العنف الفرنسي الاستعماري في الجزائر وفي صحرائها بشكل أكثر تفصيلا.
ويستعرض هذا الكتاب الحملات والمواجهات والمجازر التي أحدثها الاستعمار في محاولة لتفسير أشكال العنف وذلك من خلال السرديات التاريخية المثيرة من الوثائق والرسائل وكتب المذكرات والرحلات العسكرية والمستكشفين الفرنسيين وأعوانهم في صحراء الجزائر.
وقال المترجم إنه تشرف صيف عام 2015 بالتعرف على الدكتور بنيامين برورد، حيث قادته الصدفة البحتة للعمل معه كمساعد باحث لترجمة بعض الرسائل والنصوص العربية لكتابه " الحج في شمال إفريقيا تحت الحكم الفرنسي، 1798-1962". وكتب في المقدمة "كان عملي ينصب على البحث في الوثائق والرسائل التاريخية حول حادثة منع الإدارة الاستعمارية الفرنسية للجزائريين من الذهاب للحج. وبحكم أن هذه الحادثة التاريخية تُعتبر غامضة وقليل من المصادر التاريخية تتحدث عنها، أخذ مني البحث في المصادر مدة أطول مما كنت أتصور".
وتابع "هذا ساهم في التعرف والاقتراب من الدكتور بنيامين برورد أكثر. في المرة الأولى التي دخلت فيها مكتبه لفت انتباهي صور شرفاء الجزائر - كالأمير عبد القادر الجزائري والعلامة ابن باديس - تتوشح مكتبه، مما أثار إعجابي ودهشتي التي لا أعرف لها سبب غير أن هذه الصور بعثت في نفسي شيئاً من الطمأنينة".
وأردف " كنت متوجساً كيف لي أن أعمل مع غرْبي عمله هو الكتابة عن تاريخنا العربي وتاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر؟ أي أن التاريخ المحلي العربي والإسلامي يُكتب من وجهة نظر غير الفرنسية التي اعتادت أن تتجاهل كوراث الاستعمار وأيضاً ليست عربية التي تصف ما حدث من زاوية المقهورين والشعوب المستعمرة".
واستطرد "ذهبت مخاوفي مع قراءة كتابه: صحراء اسمها السلام، وأيضاً من خلال النقاشات الدراسية حول عنف الاستعمار التي حظيت بحضورها في خريف 2016، حيث لاحظت أنه يمثل الرواية المختلفة التي تسعى للتفتيش في تلك الحقبة التاريخية وإثارة تساؤلات محددة حول العنف ودوافعه وأشكاله، أكثر مما هو سائد من النظرة الغربية السطحية الاستشراقية حول المنطقة العربية".
ونشير أنّ هذا الكتاب كُتب كأطروحة دكتوراه في التاريخ في جامعة كورنيل في أمريكا، حيث أمضى الدكتور بنيامين برورد مدة من الزمن في العمل المضني والمتواصل على إخراج هذا الكتاب بهذه الصورة التي بين أيدينا.
وفي مقابل هذا الجهد المميز حاز الكتاب في عام 2010 على جائزة ألبرت حوراني لأفضل عمل كتابي عن الشرق الأوسط، حيث تقدم جمعية الدراسات الشرق أوسطية جائزة سنوية لأفضل الأعمال البحثية. وأيضاً في ذات العام حاز الكتاب على جائزة المؤرخ الفرنسي David H. Pinkney للأعمال البحثية حول المجتمع والتاريخ الفرنسي. ويعمل الدكتور بن برود حالياً أستاذاً للتاريخ في جامعة تكساس في مدينة أوستن في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مهتم بالبحث في الحقبة الاستعمارية الفرنسية 1830- 1962 في الجزائر وشمال أفريقيا. وتتركز أعماله في الكتابة حول معنى وأشكال ممارسات العنف الذي حدث في تلك الحقبة.
 هذا الكتاب هو عبارة عن أربعة فصول، الأول يتحدث عن الطريقة التي سيطر فيها الفرنسيون على الصحراء عبر الحملات العسكرية العنيفة التي أدت إلى ارتكاب العديد من المجازر. ويسعى المؤلف في الفصل الثاني لتشكيل تصور وفهم جديد حول أشكال مقاومة الاستعمار بدراسة حالة محددة وهي هجوم أصحاب الأرض الجزائريين على قرية فرنسية. ويشير أن هذه الحادثة الثانوية منسية في الأعمال والكتابات التاريخية وأن هذا الهجوم كان غامضاً في أهدافه. أما الفصل الثالث فهو يتمركز حول أشكال العنف كصور العبودية المحلّية و مهادنة الاستعمار. والفصل الرابع يبحر في الإجابة حول كيفية تغلغل الصراعات الثقافية الفرنسية داخل الجزائر، وكيف أنها ساهمت في خلق نتائج سلبية على المجتمع الجزائري المحلي.

وختم المترجم كلامه بالقول "أود أن أقدم هذا الكتاب للقارئ العربي بشكل عام و الجزائري بشكل خاص، حيث أن قراءة ما حدث تاريخياً مثمر في فهم السيرورة التاريخية، وفهم أحداث تلك الحقبة مع محاولة إيجاد إجابة حول عنف المستعمر".

تاريخ Mar 27, 2020