الحراك الإخباري - المنشد جلول يقود حملة تطهير واسعة بوهران: " أفضل وأدوم تجارة هي تجارتك مع الله"
إعلان
إعلان

المنشد جلول يقود حملة تطهير واسعة بوهران: " أفضل وأدوم تجارة هي تجارتك مع الله"

منذ 4 سنوات|الأخبار


الاعتزال  في أوج الشهرة والعطاء الذي صدم معجبيه ومحيطه ذات شهر جويلية من عام 2007، لم يتفاجأ به مقرّبيه لكونه يختزن بذرة خير بداخله، هو المنشد جلول – مغني الرّاي سابقا- الذي قرّر " التوبة" من الغناء لا التوبة من فعل الخير الذي نذر جلّ أوقاته له، وهو ما أكده في حديثه الحصري لـ "الإخباري"، مشيرا إلى أن " أفضل وأدوم تجارة هي تجارتك مع الله".

محطات عديدة في مشوار المنشد "جلول بلمُوري"، من يعرفه عن قرب يؤكد بأنه يقضي حياته حاليا بين إعداد الحصص الدينية، الأناشيد التربوية الهادفة، حياة المساجد والعمل التطوعي، " الإخباري" اتصل بالمنشد للاستفسار عن جديده، فوجدناه يلبي " نداء الوطن" ويشرف على تعقيم أحياء وشوارع الباهية رفقة ثلة من الشباب التواّق لفعل الخير.

المنشد جلول أكد لـ" الإخباري" وبالتعاون مع عشرات الشباب الوهراني، مهمّة "تعقيم الأحياء الضيّقة التي لا تصلها الشاحنات الكبيرة التابعة للهيئات الرسمية، بمعدّل ثلاث مرات أسبوعيا، فيما نعكف في بقية الأيام على توزيع القفف على مستحقيها"، مشيرا إلى توزيع ألف قفّة، خلال هذه الأيّام، على عشرات العائلات تم إحصاؤها بدقة، فقدت مصدر قوتها بسبب الحجر الصحي.

مساهمات المحسنين عكست درجة الوعي التي بلغها الشعب الجزائري، يقول المنشد جلول، مؤكدا تلقي عديد المساعدات من خيرين تفاعلوا مع المشروع التضامني الذي نجح في وقت وجيز في لمّ الشباب المتطوع والمحسنين، " هؤلاء هبوا من كل حدب وصوب لنجدة إخوانهم في وقت الشدّة"، يقول محدثنا مضيفا بأن " الجزائر تشهد حاليا حركة تضامنية كبيرة لم نشهدها منذ سنوات طوال".

وأضاف المنشد جلول " تبرّع العديد من التجار بالمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، الفرينة والسميد والزيت وغيرها"، بينما أعدّت" ربات البيوت الخبز ومختلف العجائن والحلويات، وزّعناها على المحتاجين في صورة عكست بدورها نخوة فحلات الجزائر"، ما يدل على أن " الخير باق في أمتي إلى يوم القيامة"، وفي وقت " الجزائر فيه بحاجة لجميع أبنائها حكومة وشعبا لطرد الوباء".
خلال اتصالنا بالمنشد جلول وجدناه بصدد توزيع ألف  قفة على  الأسر المحتاجة، بانتظار توزيع ألف أخرى في اليوم الموالي، عن هذه اللحظة قال المنشد " انّه شعور لا مثيل له، كما أنها مبادرات بسيطة وعميقة الأثر في الآن نفسه، نسعى من ورائها إلى دفع الناس على فعل الخير ونشر ثقافة المساعدة ومدّ يد العون في أوساط المجتمع"، وذلك استنادا لقوله تعالى "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون".

هي رسائل أخرى هادفة أضافها المنشد جلول لرصيده الزاخر بأعمال تضامنية محضة، ليختم مشوار غناء امتد على مدار 24 سنة بتوبة نصوح، فرفض العمل بـ" الدراهم"، كما رفض تقطيع "الليفري"، التي تغنى بها في زمن شهرته ليختار طريقا  آخر اعترف خلاله بأنه " كنت غلطان في حسابي" ولسانه يلهج "يا ربي ألطف بيا"،  بعد أن أعلنها مدوية " توبة لله يا العاصي توبة لله" ضمن أنشودته الأخيرة، التي قال فيها أنّ "هاذ الدنيا فانية إياك تعطيها لمان،وحياة الناس فانية ماشية.. ماشية للنسيان، توب وأرجع واحذر من الشيطان، يرميك بعيد في بحور النسيان".

سمية.م