الحراك الإخباري - شاهد على خيانة وطن ...ما هي قصة العقيد مع بوتفليقة بن فليس و الحراك؟
إعلان
إعلان

شاهد على خيانة وطن ...ما هي قصة العقيد مع بوتفليقة بن فليس و الحراك؟

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب

يقدم الدكتور أحمد عظيمي في كتابه الأخيرة " شاهد على خيانة وطن" الصادر منذ أيام عن منشورات الوطن اليوم، شهادة عن عدد من القضايا المتعلقة بمساره كضابط متقاعد اختار أسلوب النضال و المعارضة و هو يعود إلى الحياة المدنية .
في الكتاب الذي يشبه المذكرات تحدث عظيمي عن استقالته من الجيش في 15 جويلية من سنة 2003 بعد 28 سنة خدمة و ما أعقب ذلك من أحداث كان شاهدا عليها . بداية من توجهه إلى التعليم العالي و الجامعة، و كذا مرروه من ديوان الخدمات الجامعية . إضافة إلى دوره في حزب طلائع الحريات، و قصة مساندته لبن فليس و معارضته لنظام بوتفليقة و الحراك و الانتخابات الرئاسية .

أفرد صاحب الكتاب مساحة مهمة للحديث عن تردي البحث العلمي في الجزائر ،و تأخر الجامعة الجزائرية، و عقدة اللغات و البحث عند أساتذة الجامعة، و حجم الفساد المعشش في أجهزتها من خلال تجربته في التسيير في ديوان الخدمات الجامعية ،ودور المنظمات الطلابية التي حولت كما قال الجامعة إلى مساحات نفوذ تتقاسمها بتواطئي المسؤولين الذين حولوا مؤسسات البحث العلمي إلى لجان مساندة في محالة لكسب السلم الاجتماعي مقابل الاستمرار في السلطة.
كما عرج عظيمي أيضا في ذات الكتاب على تجربته في التدريس في معهد الدراسات الأمنية التابع للجيش و معهد الإعلام و الاتصال و كذا تجربته في التعاون كمحلل سياسي مع عدد من المنابر الإعلامية و ما أعقب ذلك من ضغوطات من طرف عصابة نظام بوتفليقة. و هذا بسبب معارضته للعهدة الرابعة كما أوضح ذلك في كتابه.
تحدث عظيمي أيضا عن الكثير من المغالطات التي يحملها الشارع العام عن العسكريين و التي قال الكاتب أنه لا ساسا لها مكن الصحة .و من بين تلك المغالطات التي تحدث عنها عظيمي اعتقاد الناس أن المنتمين إلى الجيش يعشون الثراء الفاحش بينما الحقيقة أن أغلبهم كما قال لا يجدون سكنا خاصا بهم عندما يتقاعدون و يغادرون المساكن الوظيفية و هذا يعود حسب عظيمي للنظام الصارم الذي أرسته المؤسس العسكرية في فرض الرقابة والانضباط على المنتسبين إليها.
و في هذا السياق توقف عظيمي عند الطريقة التي يتعامل بها الشارع الجزائري مع ظهور متقاعدي الجيش في وسائل الإعلام عبر تجربته كمتقاعد برتبة عقيد و بدرجة دكتوراه وهو أمر غير مألوف عندنا و هذا ما جعل البعض يرى فيه " مكلف بمهمة" لصالح الأجهزة.
و في ذات الكتاب أيضا توقف المؤلف عند قانون المستخدمين العسكريين الذي يحدد أطر تدخل متقاعدي الجيش في الحياة العامة و الحديث إلى وسائل الإعلام و الذي اعتبره انه قانون من أجل إسكاته .كما تناول أيضا حادث محالة إحراق منزله و حادث السيارة التي اعتبرها مدبرة في إطار محالة تصفيته .
في جزء من الكتاب توقف عظيمي عند حراك الشارع الجزائري في 22 فيفري و الذي اعتبره نتيجة حتمية و تحصل حاصل لما عرفته البلاد في زمن رئيس مغيب تمت تزكيته دون أن ينشط حملة انتخابية و لا ظهر للناس .
و في ذات الكتاب يعرج عظيمي على جزء من تجربته في دعم بن فليس و معركة الرئاسيات و انسحابه من حزب طلائع الحريات الذي كان ناطقا رسميا باسمه.
 ومن بين الملاحظات التي سجلها عظيمي في كتابه انه اعتبر ترشح بن فليس للرئاسيات الأخيرة خطأ لأنه كان يعلم أن بن فليس لا يملك حظوظا في الفوز زيادة على الأخطاء الاتصالية التي ارتكبها المرشح الذي لم يعين مدير الحملة بل منسق وجهت له لاحقا تهم العمالة إلى الخارج.
وقال عظيمي انه فضل لو انسحب بن فليس على أن يخوض معركة يعلم جيدا أنه لن يربحها و هو بذلك خسر الشارع و الحراك و الرئاسة.
و في السياق ذاته كشف عظيمي انه انسحب من حزب طلائع الحريات لأنه لاحظ أننا بصدد صناعة نفس العاهات و ارتكاب نفس الأخطاء بتكريس عبادة الأشخاص و الرموز و اعتماد أساليب التزكية و ليس الانتخاب في الأحزاب." يبدو أني أخطأت العنوان، فليس هذا هو الحزب الذي شاركت في تأسيسه "

نعيمة.م

تاريخ Aug 23, 2020