الحراك الإخباري - الشهادة "وقود النصر"
إعلان
إعلان

الشهادة "وقود النصر"

منذ شهر|رأي من الحراك


مخزن رصاص، وقنابل يدوية، وبذلة عسكرية ومقاتل معه، هكذا كانت شهادة يحي السنوار، الذي احتفل المجرمون اليوم بتحييده.

لم يكن في بيت فخم، ولا وراء شاشة، لم يكن ببذلة معطرة ولا على متن سيارة فارهة كان مع الغزاوين أولئك المجاهدين الذين يجاهدون العدو حربا وجوعا.

قال الجيش الصهيوني أن السنوار عاش ردحا من زمن الحرب داخل الأنفاق والأصح أن يحي قاد الحرب منذ أزيد من سنة من داخل هذه المدينة السرية التي لم يتمكن العدو من اختراقها.

لم يعطي السنوار، وسقط شهيدا على أرض العزة، لم يكن خائنا ولا خوانا، ولا مطبعا أو طماعا، وكان مجاهدا نال النصرين (الجهاد والشهادة) بدل النصر الوحيد.

وباستشهاد يحي تعتقد إسرائيل أنها انتصرت اليوم ولكنها خسرت فمن يحي هناك الآلاف في غزة وربما الملايين في الفضاء الممتد من جاكرتا إلى نواكشوط وقد لا يكون هؤلاء في حلم السنوار وصبره وجسارته وأخلاقه أيضا.

جمع السنوار فلسطين كلها فقد كان لاجئا (غادر عسقلان وعاش في رباطها) وكان طالبا ثوريا وسياسيا محنكا، وأمنيا متمكنا حتى أصبح أسيرا في سجون المحتلين.

مناور بارع ومفاوض جسور وفوق ذلك كله رجل عرف إسرائيل من الداخل. عرف الشباك (له ترجمة كتاب الشباك بين الأشلاء) وفهم الطبقة السياسية الصهيونية (له كتاب الأحزاب الإسرائيلية).

وزيادة على ذلك صاغ النضال الفلسطيني الذي فهمه جيدا في رواية "شوك القونفل" وقدم شهادته للتاريخ حول حماس في كتاب "حماس: التجربة والخطأ" قبل أن يكشف الشباك مجددا من خلال كتابه "المجد".

من رحل اليوم لم يكن إنسانا عاديا (كان قائدا فذا) وعلى غرار "ياسين" و"الرنتيسي" و"هنية" غاب "السنوار" وولد اليوم قائد أخر. سيعرفه نتنياهو ولو بعد حين.

إلى جنات الخلد أبو إبراهيم.


لطفي فراج

تاريخ Oct 17, 2024