اعجبتني عبارة "اقلام راقية" التي استعملها الوزير محمد مزيان في تدخله اليوم الاثنين خلال افتتاح اللقاء الجهوي الرابع للصحفيين و الإعلاميين الجزائريين، فلا يتصور ان يكون هناك اعلام وطني محترف وذكي دون "اقلام راقية" تقود المجموعة الصحافية الجزائرية، كما لا يتصور ان لا تحظى هذه الأقلام الراقية بالاحترام والتقدير التي تستحق من أترابها اولا، و من قوافل الصحفيين الشباب ثانيا، و من السلطات التي تعنى بقضايا الصحافة و الاعلام ثالثا، و من المجتمع الجزائري رابعا.
تستحق الأقلام الراقية الجزائرية وهي نخبة النخبة على اختلاف وجهات نظرها و مقارباتها العديدة و اللغة التي تكتب بها، تستحق هذه الفئة كل العناية والرعاية والتقدير حتى تستمر في خدمة الوطن بانتاج محتوى إعلامي وطني راقي و ذكي يساهم في تشكيل وعي وطني لا بد منه، في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل و اصبحت فيه الخيانة وجهة نظر.
و لكن ما معنى قلم راقي؟ يصعب الرد بدقة على هذا السؤال لان كل متابع مهتم بالشأن الصحفي يمكن ان يكون له جواب بحسب الزاوية التي ينظر منعا لهذا الموضوع. و لكن هناك عناصر تشكل اجماعا عند اهل الاختصاص يصعب الاختلاف حولها عندما يتعلق الأمر بتعريف الأقلام الراقية. ربما يأتي على رأس هذه العناصر انتاج الصحفي عبر فترة زمنية طويلة، انتاج كمي ونوعي يجعل منه مرجعا و علما داخل العائلة الإعلامية، اما العنصر الثاني فهو ربما سمعة الصحفي و اخلاقه المهنية العالية خلال مسيرته المهنية. العنصر الثالث هو الاجتهاد والسير في طريق الامتياز والارتقاء بالعمل الصحفي إلى اعلى المستويات، و عدم الاكتفاء بما هو موجود من منتوج إعلامي، بل البحث باستمرار عن محتوى ارقى يليق بتاريخ الصحافة الجزائرية الناصع سواء قبل الثورة او اثناءها او بعد الاستقلال.
نحن بحاجة ماسة الى الأقلام الراقية لتساهم في بناء اعلام وطني محترف، الطريق لا يزال طويلا، و لكن بداية المارثون خطوة.
احمد العلوي