الحراك الإخباري - بعد مقتل الرئيس التشادي..هل خسرت فرنسا حربها في منطقة الساحل؟
إعلان
إعلان

بعد مقتل الرئيس التشادي..هل خسرت فرنسا حربها في منطقة الساحل؟

منذ سنتين|الأخبار

تسبب مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي في اشتباكات مع متمردين، في خلط أوراق فرنسا التي لا تزال متمسكة بمستعمراتها القديمة، حيث تعد دولة التشاد المحور الأساسي لعملية برخان التي تقودها فرنسا في منطقة الساحل، في حربها المزعومة ضد الإرهاب، فهل تكون فرنسا قد خسرت حربها في المنطقة بعد سقوط أهم قلعة لها هناك؟

مات رئيس تشاد، إدريس ديبي، متأثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات مع المتمردين بشمال البلد مطلع الأسبوع، بحسب ما قاله الجيش عبر التلفزيون الرسمي الثلاثاء الفارط. وقال الجنرال عظيم برماندوا أغونا، المتحدث باسم الجيش، في البيان، إن ديبي لفظ أنفاسه الأخيرة دفاعا عن دولة ذات سيادة في ساحة المعركة.

وكانت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت يوم 11 أفريل، قد أظهرت يوم الاثنين، أن ديبي، البالغ من العمر 68 عاما، كان في طريقه للفوز بفترة رئاسة سادسة، بحصوله على 80 في المائة من الأصوات.

ومباشرة بعد مقتل ديبي تولي المجلس العسكري زمام الأمور برئاسة نجل الرئيس محمد ديبي وتقرر حل الحكومة والبرلمان، ليبقى المستقبل السياسي للتشاد غامضا في انتظار ما ستسفر عنه المواجهات بين السلطة والمتمردين .

وبوفاة الرئيس التشادي، فإن عملية برخان التي تقودها فرنسا لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الأفريقي، والتي بدأت في 1 أوت 2014، ستعرف مصيرا مجهولا باعتبار أنها تتألف من 3000 إلى 4500 جندي فرنسي ومقرها نجامينا عاصمة تشاد، حيث تم تشكيل العملية مع خمسة بلدان، وهي المستعمرات الفرنسية السابقة، التي تمتد في منطقة الساحل الأفريقي: بوركينا فاسو، تشاد، مالي، موريتانيا والنيجر..هذه البلدان المشار إليها إجمالا باسم "جي 5 الساحل".

وقد دعمت فرنسا الرئيس التشادي الراحل طيلة 30 سنة بالرغم من طبيعة الحكم الديكتاتوري، حيث ساهم التشاد بـ 1850 جندي في عملية برخان من أصل 6000 جندي، فرنسا التي تدين بالكثير للرئيس التشادي الراحل والذي خدم مصالحها في المنطقة ووصفته بأنه "صديق شجاع"، شددت على أهمية الانتقال السلمي للسلطة في تشاد وبروح من الحوار مع كل الأطراف السياسيين والمجتمع المدني والسماح بالعودة السريعة إلى حوكمة تشمل الجميع وتعتمد على المؤسسات المدنية. وقد أعلن الإليزيه في رسالة التعزية أن باريس تعرب عن تمسكها الثابت باستقرار تشاد ووحدة أراضيها.

ستنظم الجنازة الوطنية لإدريس ديبي إتنو بحسب رئاسة الجمهورية، الجمعة في نجامينا، فيما تدخل تشاد مرحلة من الغموض بشأن مستقبل السلطة بعد مقتل رئيسها الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود كان خلالها حليفا للغرب في المعركة ضد الجهاديين في منطقة الساحل، حيث لمتمردون الذين يشنون هجوما ضد النظام بالتقدم إلى العاصمة نجامينا رافضين الاعتراف بـ"المجلس العسكري" الذي يقوده محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس الراحل.

من هو إدريس ديبي؟

كان ديبي (68 عاما) قد وصل إلى السلطة في تمرد مسلح عام 1990 وهو أحد أكثر الرؤساء الأفارقة بقاء في السلطة إذ يحكم البلاد منذ أكثر من 30 عاماً بقبضة حديدية، كما أنه حليف وثيق للقوى الغربية التي تقاتل الإسلامويين المتشددين في غرب ووسط أفريقيا.

وأعيد انتخاب إدريس ديبي إتنو لولاية سادسة بحصوله على 79.32 % من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 نيسان/أبريل على ما أعلنت اللجنة الانتخابية الاثنين.

وبلغت نسبة المشاركة 64.81 %. وفاز الرئيس المنتهية ولايته من الدورة الأولى على ما أوضح رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة كودي محمد بام وهو يكشف عن النتائج الرسمية "المؤقتة" إذ ينبغي على المحكمة العليا إقرارها بعد البت في طعون محتملة.

وحل رئيس الوزراء السابق البير باهيمي باداكيه في المرتبة الثانية مع 10.32 %. وأتت المرأة الأولى التي تترشح إلى الانتخابات الرئاسية في تاريخ تشاد في المرتبة لثالثة بحصولها على 3.16 % من الأصوات.

وترشح تسعة أشخاص رسميا لمواجهة ديبي إلا أن ثلاثة منهم انسحبوا ودعوا إلى مقاطعة الاقتراع لكن المحكمة العليا أبقت على أسمائهم على بطاقات الاقتراع.

وكانت إعادة انتخاب ديبي متوقعة بشكل واسع فيما لم يقبل التشاديون بحماسة على الانتخابات في 11 أفيل لأنه كان يواجه ستة مرشحين لا ثقل سياسي لهم، إذ أن السلطة أزاحت عن السباق بموجب القانون أو العنف أو الترهيب الشخصيات البارزة القليلة في المعارضة المنقسمة للغاية.


حيدر شريف

تاريخ Apr 22, 2021