الحراك الإخباري - العيد الثاني للحراك المبارك..من ثورة الشارع إلى صفحات الدستور
إعلان
إعلان

العيد الثاني للحراك المبارك..من ثورة الشارع إلى صفحات الدستور

منذ 3 سنوات|رأي من الحراك


تحيي الجزائر اليوم العيد الثاني للحراك المبارك الأصيل الذي سجل نقطة فارقة في تاريخ الوطن بعد أن هب الشعب الجزائري يوم 22 فيفري 2019 وخرج بقلب رجل واحد إلى الشارع في ثورة سلمية أذهلت العالم ليقول لا للدكتاتورية ويطيح بعصابة كانت تحكم البلاد وراء ستار الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، رهان كبير من اجل إبطال العهدة الخامسة التي جعلت سمعة الجزائر في الحضيض وكان النصر حليف أحفاد بن مهيدي وبن بولعيد.

ثورة مخملية شاء لها القدر أن تكتب تاريخ الجزائر بأحرف من ذهب، من ثورة الشارع الذي غزاه الملايين من الجزائريين إلى صفحات الدستور الجزائري الذي تبنى الحراك الشعبي في ديباجته وخلده في مقطع تاريخي يعكس بعد وهوية الأمة الجزائرية التي حاربت كل أشكال التعسف والحقرة عبر تاريخها وقدمت قوافل من الشهداء ليس إلا من أجل الحرية والحفاظ على سيادة هذا الوطن المفدى.

وبعد أن تقرر في العام الماضي أن يكون يوم 22 فيفري عيدا وطنيا، جاء التعديل الدستوري الأخير في نوفمبر الفارط ليخلد الحراك المبارك، حيث وردت فقرة في ديباجة الدستور "يُعبّر الشعب عن حرصه لترجمة طموحاته في هذا الدستور بإحداث تحولات اجتماعية وسياسية عميقة من أجل بناء جزائر جديدة، طالب بها سلميا من خلال الحراك الشعبي الأصيل الذي انطلق في 22 فبراير2019".

وقد حل العيد الثاني لهذا الحراك الشعبي الذي توقف منذ سنة بسبب جائحة كورونا.. ووسط طلبات ملحة لعودة المتظاهرين للشارع، يبقى الحراك الشعبي كما قد يراه البعض بأنه مخترق ويدافع عنه البعض الآخر بأنه يجب أن يتواصل مهما كانت الظروف، معادلة صعبة تضع أمن واستقرار الجزائر على المحك وما يزيد الطين بلة هو تواصل الأزمة السياسية وكذا الاقتصادية التي لم ترى بعد نهاية النفق.

الجزائر تقف اليوم في مواجهة أمواج عاتية تضرب حدودها من كل صوب وسط تحولات وتهديدات جيو إستراتيجية ارتبطت بالمنطقة ككل، بالمقابل يظل رهان بناء الجمهورية الجديدة قائما في انتظار تجسيده على أرض الواقع رغم كل العوائق، في وقت لم يتمكن فيه بعد الحراك الشعبي الذي كان بمثابة ثورة عظيمة في تاريخ الجزائر أن يفرز نخبا سياسية ممثلة للشعب الجزائري لخوض غمار المنافسة السياسية وولوج دواليب السلطة.

الحراك بعد سنتين من الوجود سيظل بمثابة منارة حقيقية ودليلا وحاميا لمكتسبات الحرية والديمقراطية التي حققها الشعب الجزائري، حراك يجب أن يبقى أصيلا بعيدا عن الاختراقات والتوظيف أو الاستغلال الذي قد ينال منه لخدمة مصالح أعداء الجزائر، الحراك الذي خلده الدستور سيظل قائما مادام الوعي الشعبي موجودا ويعبر عن إرادة الجزائريين وفقط.


حيدر شريف

تاريخ Feb 22, 2021