الحراك الإخباري - أهمية ظهور السيّدة الأولى
إعلان
إعلان

أهمية ظهور السيّدة الأولى

منذ سنتين|الأخبار


تتّسم السيدات الأوائل في الجزائر على الدوام بالتحفظ، وقلة الظهور، والإبتعاد تماما عن الأضواء لتفادي تشكيل "ترادف سياسي" مع أزواجهن، لكنهن ومع ذلك يلعبن دورا هاما بطريقة أو بأخرى في المعادلة الرئاسية.

أنيسة بومدين ، المولودة منصالي، البنت الوحيدة عند والدها، والتي امتهنت المحاماة، لم يكن أحد يتوقع أن الرئيس الراحل هواري بومدين سيتزوج منها، نظرا للفروق الشاسعة بينهما أنذاك، من حيث النمط الإجتماعي والمعيشي، لكنها استطاعت أن تغيّر صورة الرئيس بومدين، وتضفي عليه صورة أكثر أناقة وفخامة.

يقول الصحفي الشهير الفرنسي بول بالطا الذي كتب السيرة الذاتية للرئيس الراحل بومدين، أن بومدين وبعد زواجه، أدخل مزيدًا من الأبحاث حول اختيار بدلاته وأصبح أكثر حرصا على استبدال ربطات العنق باستمرار، والظهور في كامل أناقته، كما عوّض البرنوس التقليدي ببرنوس أسود فاخر، وكل ذلك بإيحاء من أنيسة، وكان كلاهما شغوفين بالأدب وقد تشاركا هذا الشغف عشرات السنين. 

حليمة بن جديد، من عائلة برجوازية في مازونة، اكتشفها الجزائريون خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الشاذلي بن جديد في افريل 1985 إلى الولايات المتحدة حيث ظهرت معه مرتدية زيًا رائعًا باللونين الأزرق والفضي إلى جانب نانسي ريغان. 

ومن المعروف أنّها كانت ترافقه في أغلب الرحلات الرسمية إلى الخارج، وكانت تتمتع بنفوذ واضح.

الناشطة فتيحة بوضياف، للأسف، لم تحظى بلقب السيّدة الأولى إلا لفترة قصيرة من الزمن، بعد اغتيال زوجها محمد بوضياف، الذي يعتبر أحد مفجري ثورة أول نوفمبر. وقد أنشأت فتيحة بوضياف سنة 1992 مؤسسة محمد بوضياف لتكريم ذكراه وتمجيد تاريخه، وليبقى اسمها مرتبطًا إلى الأبد بهذا اليوم المشؤوم ذات 29 من شهر جوان، تاريخ اغتيال بوضياف.

وعلى عكس أنيسة بومدين وحليمة بن جديد، اللتان ظهرتا في كثير من الأحيان بكامل أناقتهما، وأحيانا بملابس تقليدية، فإن الأمر مختلف تماما بالنسبة لنزيهة زروال، حرم الرئيس الأسبق اليامين زروال، المولودة بولاية تبسة، والتي لم تظهر مطلقا إلى جانب الرئيس زروال، فقد فرض هذا الأخير دائمًا قدرًا كبيرًا من التحفظ في مسائل الخصوصية، سواء خلال فترة ولايته أو بعدها

أما الحالة الزوجية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة فقد أثيرت حولها الكثير من الشائعات. 

ففي مقابلة على قناة بي بي سي سنة 2000 رد بوتفليقة على سؤال شخصي بإيجاز قال فيه بأنّه غير متزوج،

إجابة ناقضتها سلسلة مقالات صحفية في كل مرة كانت تمنحه زواجًا قصيرًا، حيث أنه سبق وتزوج عام 1990، من شابة اسمها أمل تريكي. لكن ورغم أن عبد العزيز بوتفليقة لم تكن له زوجة إلى جانبه، فقد تميّزت سنوات رئاسته بوجود الحاجة منصورية، التي كانت تعتبر حتى وفاتها "الأم الملكة".

أما بالنسبة لزوجة رئيس الدولة الحالي، فقد ظهرت للمرة الأولى في 1 نوفمبر 2020 خلال الإستفتاء على الدستور.

 فاطمة زهرة تبون، المولودة بيلا، ظهرت لفترة وجيزة في أحد مراكز الإقتراع وخلفت ورائها فضولا كبيرا واستحسانا عند الجزائريين، لتظهر مرة أخرى في 12 جوان الجاري، بصحبة زوجها، الرئيس عبد المجيد تبون، وكانت الاي الزوجين الرئاسيين واحدة من الصورة البارزة التي طبعت هذا اليوم. 

وهناك الكثيرون ممن رأوا فيها تجسيدا "للحياة الطبيعية المطمئنة للرئيس" بينما رأى فيها آخرون نوعا من الترويج.

وحتى اليوم، لم تظهر السيّدة تبون في مناسبات أخرى ماعدا أثناء تأدية واجبها الإنتخابي فقط، وربما يكون قد حان الوقت لتكون حاضرة بشكل علني أكثر من ذي قبل... فقد فاتنا وجود سيّدة أولى طيلة فترة حكم بوتفليقة من 1999 إلى 2019.

وبما أن وظائف زوجة رئيس الجمهورية تكاد تكون معدومة وغير واضحة من الناحية القانونية والدستورية… فإن ظهورها حتى الآن يقتصر عادة على بعض البروتوكولات النادرة، ومن الصعب للغاية إسناد أنشطة محددة إلى السيّدة تبون. 

غير أنّ ظهور السيّدة تبون في 12 جوان، لتدلي بصوتها، عكس وجها آخر وصورة أخرى من حياة الرئيس تبون.. كزوج وكأب وكمواطن جزائري له عائلة وأبناء وأقارب.

 ولذك فإن ظهورها يعتبر في حد ذاته فعل اتصالي إيجابي يصنع الفارق عندما يتعلق الامر بصورة الجزائر.


احمد العلوي

تاريخ Jun 14, 2021