الحراك الإخباري - المرشدة "أم المحمدين" لـ" الحراك الاخباري": على المرأة أن تكون رسالية تترك بصمة طيّبة وأثرا ايجابيا
إعلان
إعلان

المرشدة "أم المحمدين" لـ" الحراك الاخباري": على المرأة أن تكون رسالية تترك بصمة طيّبة وأثرا ايجابيا

منذ 3 سنوات|حوار



تحدّثت فاطمة الزهراء نوي الملقّبة بـ" أمّ المحمّدين"، مرشدة واستشارية أسرية، معلمة قرآن وامرأة رسالية، في الحوار الذي خصّت به " الحراك الاخباري"، عن اقتحامها العمل الدعوي والتطوعي من أوسع أبوابه إلى أن ذاع صيتها بولاية الجلفة وخارجها وامتدّ ليشمل وعظ نساء من مختلف الجنسيات، عن إشرافها على مشروع "بادروا قبل أن تغادروا" الخيري المخصّص مدخوله لإعانة الأيتام والأرامل والمطلّقات، وكيف آمنت بقدرة النساء على ترك الأثر الطيّب في النفوس فخصّتهنّ بنصائح وبرامج لتمكينهنّ من العطاء والبداية من الفهم الصّحيح للدّين.

** حاورتها: سميّة.م

🔴 في البداية، حدّثينا عن سرّ تسمية " أم المحمّدين"، ومن أطلق عليك اللقب؟
🔴🔴 في يوم ما طلبت من أحد المشايخ أن يدرس ولديّ القرآن وعلومه وطلب اسميهما: محمد الجابري ومحمد الطيب. ومن ذلك الوقت صار عندما يسأل يقول، كيف حال المحمدين؟ أما تسميتي بذلك فلأنّ أحد الشباب المتطوّع معنا في جمعية "جزائر الخير"، طلب مني أن أفتح حساب فيسبوك -وقد كنت رافضة- فألح عليّ وتولّى فتحه، فطلب مني أن أختار اسما فقلت له أكمل المهمة واختر أنت الإسم شرط أن يكون مميّزا، فاختار أم محمد، فقلت له أضف محمدا أخر، فكان الإسم "أم المحمدين".

وفي الحقيقة أنا أم المحمدات.. فلي ابن ثالث متوفّي اسمه محمد، وهذا الذي فتح الحساب اسمه محمد، ومعلم أولادي القرآن اسمه محمد، وهناك طبيب شاب كان يستشيرني على صفحتي اسمه محمد..وهلمّ جرا.. وكلهم اتخذوني أمّا واتّخذتهم أبناءا. وطلبت مني إحدى الأخوات في جمعية "النساء الملهمات" هذه التسمية فأخبرتها، فقالت سوف أستوحي منها إسما لي. وفي مرة سابقة سألني أحد المشايخ عن التسمية واستوحى لنفسه اسم "أبو العبدين".

🔴 من تكون "أم المحمدين" الزوجة والأمّ؟
🔴🔴 طرقت الحياة الزوجية فتاة غضّة، بعد أن أنهيت المرحلة الثانوية، ارتبطت بطالب جامعي حملنا معا همّ تكوين أسرة رسالية في البيت العائلي الكبير في بداية مشوارنا الحياتي، كنت سندا ماديا ومعنويا لزوجي بحياكة المنسوجات التقليدية وخياطة المنتوجات والملابس وطرزها والصباغة عليها، وكنت أؤثر إلباس بناتي الأربع من عمل يدي خاصة في الأعياد والمناسبات ومع حلول كل موسم دراسي.

وحين استقلت ببيتي مع عائلتي الصغيرة لاحقا، كنت الراعية والمربية والسند لأسرتي بغرس مكارم الأخلاق والسلوك الطيب بغية صلاح أسرتي، فكنت مع كل مولود يولد نترعرع تلك المبادئ في جنبات البيت حتى كبر الأبناء، وصار لي بنتان متزوجتان، يشتغلن في سلك التدريس وبنتان جامعيتان إحداهما في سلك التمريض، وولدان في طور المتوسط، دائمة الحرص على أن يستمرّ العطاء التربوي والسلوكي المعطاء على الدوام حتى نحو الأحفاد.

أم المحمدين رومنسية الطابع، تحب كل جميل، تهوى الإبداع والتجديد، تعشق نباتات الزينة وتعتني بها بكل حب بين جنبات بيتها.

🔴 ننتقل من حياتك الشخصية إلى الرسالية، تضطلعين بنشاط دعوي كبير، حدّثينا عن هذا الجانب؟
🔴🔴 يمكن أن نختصر ذلك في أولويتين: إحداهما الجانب الإرشادي والأخرى الجانب الخيري، فبالنسبة للأولوية الأولى فتتمثل في العمل كمرشدة بأحد المساجد لتغطية نشاط التحفيظ القرآني وأحكام الترتيل وفقه المرأة ودروس الحج والعمرة ودورات التأهيل الأسري وأحكام تغسيل الميتة وغيرها... أما الأولوية الثانية فمخصّصة لتوعية الأرامل وإرشادهن ضمن نشاط جمعية كافل اليتيم الولائية.

إلى جانب تنظيم بعض الدورات أو المشاركة فيها والمتعلّقة بأحكام القراءات والتأهيل الأسري والتأهيل التربوي للأيتام وإرشاد الحاجّات والمعتمرات والإشراف على مشروع "بادروا قبل أن تغادروا" المخصص لإعانات الارامل والأيتام والتكفل ببعض شؤونهن..

🔴 ربّما يقودنا هذا إلى مسألة اقبال النساء على حلقات الذكر؟ من خلال مسيرتكم الدعوية ما تقييمكم لذلك؟
🔴🔴 نعم ولله الحمد والمنّة اقبال كبير وتعطش أكبر، ولقد عاينت ذلك سواء في الحلقات القارّة في المسجد أو جمعية كافل اليتيم، أو في مختلف المناسبات التي أنتهزها شخصيا للتبيلغ، إقامات جامعية، مخيّمات نسوية، المستشفيات "عيادة المريضات"، الأفراح، العزاءات والتي تشهد إقبالا لافتا للنساء.

ولعل ذلك أهمّ نقطة لتبليغ معالم الدين وتصحيح المفاهيم من العادة إلى العبادة وترك بصمات في السلوك والحياة، مما أحدث تفاعلا كبيرا وانسجاما أكبر، حتى أنّه في مرة من المرات خصّصت أسبوعا كاملا للدروس صباح، مساء في عزاء إحدى السيدات -رحمها الله- فكانت أم المرحومة تقول وهي سعيدة أن النساء صرن يسألن عنك لا عني.. تعطّشا منهن لشؤون دينهن وحياتهن... ويبقى التواصل عبر الهاتف مستمرّا للأسئلة والإستشارات عما يهمهنّ..

ولا أخفيك أنه مما أسعدني هذا العام، هو تواجدي بالحرمين الشريفين، فكان أن سهّل الله لي أن أحاضر في مجموعات نسائية دون عقبات أو طلب رخصة، ضمن إقبال وتفاعل كبيرين حتى من الأعجميات "الهند، إندونيسيا، تركيا.." وكيفية إصرارهن على فهم ما يدور عندما رأين دموع العربيات تأثرا بالحديث والمواضيع المطروحة، وكنت أحاول بكلماتي الإنجليزية المكسرة أن أبلغهن حتى أصل إلى المطلوب ولله الحمد، وقد انتهت كل موعظة بدموع هؤلاء المشتاقات لفهم لغة القرآن ومعانيه.

🔴 اليوم وقد علّقت المساجد بسبب جائحة كورونا، كيف تتعاملن مع القرار، وهل نقلتنّ نشاطكنّ الدّعوي إلى وسائط التواصل الاجتماعي؟
🔴🔴 أنا أراها باختصار والله أعلم منحة في طيّ محنة. نقلنا على إثرها برنامجنا التوعوي عبر قناتنا: "حلقة النور" مع الأستاذة فاطمة الزهراء، ومن قبل كانت لدينا مجموعات في عدة مجالات دعوية: قرآن، حديث، أخلاق...

وأشير هنا إلى انه ابتداءا من غرة رمضان تم توزيع 4 ختمات يومية، كل ختمة تشارك فيها 30 أختا، بحيث شاركتنا بعض الأخوات من خارج الولاية. برنامجنا الرمضاني بدأ من أول يوم عبر القناة ابتداءا من 9 صباحا بحيث أقرأ 20 حزبا والأخوات يتابعن معي عبر هواتفهن لنختم كل 3 أيام. وفي كل يوم نستأنس بحديث من الأربعين النووية حفظا وشرحا، وحفظ أسماء الله الحسنى، ونختتم بفقه الصيام.

كل يوم أطرح سؤالا، ليتم البحث فيه من طرف الأخوات المشتركات وننقل هذا البرنامج للأخوات عبر "الشات" في "الماسنجر" حتى لا يفوتهن الأجر، وهناك دائما أسئلة فقهية للأخوات عبر كل الوسائل أحاول الإجابة عنها بالرجوع إلى المشايخ.
ينتهي برنامجنا اليومي في حدود 2 ظهرا، لأستأنف بعدها النشاط ضمن جلسة عبر "zoom" لأحد المشايخ شارحا مقدمة أبي زيد القيرواني وفي منشور كل أحد في صفحتنا، إلى جانب "الدورة التأهيلية للأسرة الرسالية" والإجابة على تساؤلات ومشاكل المتابعين وذلك كل إثنين وخميس.

 🔴 ونحن نعيش نفحات شهر رمضان المبارك، ما هي نصائحك للنساء؟
🔴🔴 رمضان موسم الخيرات والطاعات والبركات، حيث تتصاعد الحسنات وتغفر الزلاّت وتغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان... نصائحي لك -أختي في الله-، أوّلها: ألخّصها في قوله عز وجل: "سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، وثانيها: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا"، هذا هو عنوان طرق أبواب السعادة، والتي قد تكون جلب رزق أو زوج صالح أو سكنا هنيئا أو دفئا عائليا أو وظيفة مستقرة أو كل ذلك معا، فإن لم يحصل ذلك أو لم يحصل بعضه أتمر طمأنينة تتطلّع لرصيد أخروي فيه ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

نصيحتي الثالثة: طلب العلم والتفقّه في الدين والإقبال على الدورات الدعوية والإرشادية والتأهيلية، متى سنحت الفرصة حتى تنمّي الفتاة والمرأة مهاراتها وابداعها والذي ينعكس حتما على حياتها الأسرية.

🔴 وماذا عن اقبال النساء على مجال الدعوة إلى الله؟
🔴🔴 أجيبك من خلال تجربتي مع الأخوات في مختلف الحلقات، فبعد نهاية كلّ حلقة كنت أوصيهن بالتبليغ اتباعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو أية" فلله الحمد والمنة طالباتي صرن كلهن حتى غير المتعلمات مبلّغات، وحقّقن نتائج مبهرة.

🔴 لاشك أن الكلّ يتطلّع لمعرفة سرّ نجاحك،فحبّذا لو تحدثينا عن ذلك؟
🔴🔴 أقولها مفتخرة ومعتزة إن وراء كل امرأة ناجحة رجلا عظيما، فقد كان زوجي نعم السند والداعم والمشجع والمحفز...، فجزاه الله عني خير الجزاء وجعل كل عمل أقوم به في موازين حسناته وحسنات والدي ووالديه.

🔴 كلمة أخيرة:
🔴🔴 كل أنثى باستطاعتها التبليغ -مهما كان مستواها التعليمي ومهما كان عمرها-، عليها أن تكون رسالية تترك بصمة طيّبة وأثرا ايجابيا وإحداث التغيير، وذلك بغرس بذرة في أية تربة كانت دون انتظار النتائج، فهناك - جلّ في علاه- من يتكفّل برعاية هذه النبتة والاعتناء بها، وسقيها والمحافظة عليها من كلّ ضرر حتى تزهر وتثمر وتؤتي أكلها حلوا طيّب المذاق.