الحراك الإخباري - الجزائر تحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال.. واجب الذاكرة
إعلان
إعلان

الجزائر تحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال.. واجب الذاكرة

منذ سنتين|الأخبار

تحيي اليوم الجزائر الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال، في وضع سياسي مميز على المستوى الداخلي بالنظر إلى مسار التحول الديمقراطي الذي تعرفه البلاد منذ تاريخ 22 فبراير 2019، تطلعات أجيال من ابناء هذا الوطن نحو غد أفضل كما حلم به الشهداء وهذا ما يفرض على الجزائريين دولة وشعبا واجب الذاكرة.

إن رسالة الشهداء ستبقى امانة تحملها أجيال وأجيال، لبناء دولة الحق والقانون التي لا يظلم فيها أحد، وطن لا يجوع ابنائه ولا يفتقرون ولا يفقرون، أرض تحمل ألامهم وأحلامهم وتضمهم إلى صدرها الحنون.

ولكن وسط هذه الاحلام الجميلة التي ترسم أجمل لوحات الوطنية، هناك واقع علقم، يعكس مرارة العيش، حيث عانى الشعب الويلات بسبب سياسات فاشلة طيلة عقود من الزمن، تعاقبت الحكومات والبرلمانات التي عجزت في نهاية المطاف عن تحقيق اقلاع حقيقي في كل المجالات.

جزائر اليوم وبعد قرابة ستة عقود من استرجاع السيادة الوطنية والتحرر من اعتى قوى استعمارية، ها هي تخطو خطاها الأولى لبناء جمهورية جديدة مثل ما التزم به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عند توليه سدة الحكم في 12 ديسمبر 2019، ازمة سياسية واخرى اقتصادية وغيرها من النقائص والمشاكل العالقة، مخلفات وتراكمات كثيرة، رهانات حقيقية تنتظر السلطة القائمة والبرلمان الجديد، بناء الداخل وتقوية الجبهة الداخلية، تطوير الجزائر وحماية لحمتها الوطنية وسط تهديدات امنية جمة تحيط بها من كل مكان.

إن واجب الذاكرة لا يفرض على الجزائريين التعلق فقط بمطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها المرتكبة طيلة 132 سنة، بل هو خطوة نحو الأمام لتكريس رسالة الشهداء وبناء وطن قوي يرغم فرنسا على الاعتذار من الجزائريين، ربما الطريق طويل ولكن أول الغيث قطرة والمهم انطلاق القاطرة.

فرنسا ستبقى مدانة انسانيا، تاريخيا ودوليا على جريمة الدولة التي لا تتقادم والتي ارتكبتها في حق شعب أعزل، وسيظل ماضيها وصمة عار تلاحقها وتحول دون بناء علاقات جزائرية فرنسية طبيعية، واجب الذاكرة الذي قزمه المؤرخ الفرنسي والقدم السود بنجامين ستورا، يفرض أيضا على فرنسا الوقوف وبكل جرأة أمام مرآة التاريخ والاعتراف بجرائمها، هو واجب الذاكرة وهي حرب من أجل الذاكرة.

حيدر شريف

تاريخ Jul 5, 2021