الحراك الإخباري - الوزراء المستقيلون في تاريخ الجزائر.. يعدون على الأصابع
إعلان
إعلان

الوزراء المستقيلون في تاريخ الجزائر.. يعدون على الأصابع

منذ 4 سنوات|الأخبار


لا طالما طالب المواطنين الجزائريين بعض الوزراء المتعاقبين على مختلف القطاعات الوزارية بالإستقالة من مناصبهم وتحمل مسؤولياتهم إثر وقوع فضائح في قطاعاتهم، لكن نادرا ما كان الوزارء في الحكومات المتعاقبة يستجيبون لمطلب الإستقالة، لانعدام ثقافة الإستقالة وروح المسؤولية لديهم، ولاطالما سُجل تمسكهم بمناصبهم ونفوذهم وامتيازاتهم.


فعلى سبيل المثال، لم نسجل استقالة أيٍّ من وزراء النقل المتعاقبين على هذا القطاع، رغم كوارث تحطم الطائرات المسجلة على مدار سنوات، والتي أودت بعشرات الأرواح،

وعلى سبيل المثال أيضا، لم يستجب وزير الشباب والرياضة محمد تهامي لمطلب الإستقالة إثر انهيار مدرجات ملعب 5 جويلية، وسقوط ضحيتين في مباراة الداربي العاصمي التي جمعت مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، شابين في ريعان شبابهما توفيا هدرا، ولا لذنب لهنا سوى أنهما ذهبا الى الملعب لمؤازرة فريقهم المحبوب والاحتفال معه بالفوز، وهو الاحتفال الذي لم يكتب له الاكتمال بعد سقوطها من المدرج العلوي رقم 13 قبل 12 دقيقة من نهاية المباراة، وتعالت الأصوات مطالبة وزير الشباب والرياضة بالإستقالة لكن هيهات.

كذلك وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، لم تستقل من منصبها، رغم فضائح تسرب مواضيع البكالوريا في السنوات الأخيرة، وتكرار نفس السيناريو سنويا، ورغم تعالي عديد الأصوات من نقابات وأولياء وبرلمانيين وأحزاب سياسية، يطالبونها بالإستقالة.

الوزراء المستقيلون من مناصبهم في تاريخ الجزائر المستقلة يعدون على الأصابع، بداية باستقالة علي بن فليس من وزارة العدل في جويلية 1991، إثر خلاف مع السلطة حول مراكز الاعتقال في الصحراء، التي خُصّصت للمنتمين للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة أنذاك، والمتعاطفين معها، بعد توقيف المسار الانتخابي في جانفي 1991.
إستقالة علي بن محمد من منصبه كوزير للتربية الوطنية بعد تسريب مواضيع البكالوريا سنة 1992، وعرف علي بن محمد بوقوفه بشدة ضد ما يعرف بالتيار الفرنكفوني في الجزائر، وعمل على تكريس اللغة العربية في المدرسة الجزائرية، تولى منصب وزير التربية الوطنية عام 1990، لكنه استقال على إثر ما وصفه بمؤامرة تسريب مواضيع البكالوريا سنة 1992.

إستقالة ليلى عسلاوي من منصب وزيرة التضامن الوطني في 1994.
وعرفت ليلى عسلاوي بمعارضتها الشديدة للتيار الديني المتطرف في الجزائر، وساندت إلغاء المسار الانتخابي في أعقاب فوز جبهة الإنقاذ الإسلامية بالانتخابات التشريعية في الجزائر شهر ديسمبر 1991. 

عُينت كاتبة دولة لدى رئيس الحكومة مكلفة بالتضامن الوطني وشؤون الأسرة في 11 أفريل 1994، قبل أن تقدّم استقالتها احتجاجا على شروع الرئيس السابق ليامين زروال في مفاوضاته مع رموز الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذين كانوا في السجن.

وآخر الإستقالات التي تخفظها ذاكرة الجزائريين هي استقالة أحمد بن بيتور من رئاسة الحكومة في 27 أوت سنة 2000، إثر خلافات مع الرئيس بوتفليقة، حول فهم الدستور فيما يخص مهام الرئيس ومهام رئيس الحكومة، والعلاقة بين الطرفين، وذلك كما صرح بن بيتور بنفسه. 

وها هي مريم مرداسي وزيرة الثقافة تستقيل من منصبها، على إثر الفضيحة التي وقعت في حفل الفنان سولكينغ بسبب سوء التنظيم الذي ذهبت ضحيته أرواح بشرية، حتى وإن كان عديد المحللين والمتتبعين يرجحون أن استقالتها لم تأتي من باب تحمل المسؤولية والإستحابة لأصوات الشعب التي طالبتها بالإستقالة، بل أُجبرت على الإستقالة.

جميلة بلقاسم


تاريخ Aug 24, 2019