سبحان مغير الاحوال و المواقف: اكسافي درينكور Xavier Driencourt سفير فرنسا السابق لدى الجزائر خلال عهدتين و صاحب مقولة "الجزائر شأن داخلي فرنسي" يتراجع بمائة و ثمانين درجة عن تصريحاته السابقة و يعترف في مقال في جريدة الفيغارو Le Figaro اليوم الاثنين ان مقاربته لم تقدم شيئا و بانه حان وقت التوبة "بالتوقف عن اعتبار الجزائر بانها جزء من سياستنا الداخلية،" و بانه "حان الوقت لنقلب الصفحة"، يضيف منظر اليمين المتطرف الفرنسي بمناسبة نشر كتاب جديد له عن العلاقات الفرنسية الجزائرية تحت عنوان "العمى المزدوج" Le double aveuglement ربما المقصود من هذا العنوان هو العمى الفرنسي من رؤية الجزائر كما هي اي دولة مستقلة ذات سيادة كاملة غير منقوصة، لا كما تريد ان تراها فرنسا اي مستعمرة سابقة لا تقوى على تقرير مصيرها بيدها دون تدخل خارجي و ان كان هذا الخارجي فرنسا. و يضيف درينكور انه اصبح من الضرورة بمكان بناء "علاقات طبيعية" مع الجزائر و الابتعاد عن المحاولات الفاشلة السابقة لبناء علاقات استثنائية مع الجزائر، في قاموس فرنسا المقصود من استثنائية هو خضوع الجزائر لارادة فرنسا.
و تجدر الإشارة الى ان درينكور لعب دورا كبيرا فى توتر العلاقات مع فرنسا بصب الزيت على النار و ضرب كل محاولات بلاده التطبيع مع الجزائر، قد نصح السلطات الفرنسية في اكثر من مناسبة باستعمال القوة من اجل لي ذراع الدولة الجزائرية لانها لا تفهم إلا لغة القوة، حسب قوله.
هل نحتاج في الجزائر إلى بذل جهد كبير لتحليل خرجة درينكور المفاجئة و فهمها ام الافضل ان لا نكترث اكثر من اللازم على اعتبار انها شأن داخلي فرنسي لا تعنينا في الجزائر لا من قريب و لا من بعيد، و يبقى عدول درينكور و ربما معه تيار اليمين المتطرف عن هذيانهم باعتبار الجزائر شأن فرنسي داخلي امرا فيه نظر.
احمد العلوي
