الحراك الإخباري - ناس تموت وناس تصور !!
إعلان
إعلان

ناس تموت وناس تصور !!

منذ 3 سنوات|روبرتاج

"شاهد فيديو الشاب الذي انتحر في عنابة"، " بالصور...هكذا انتحر قاتل زاكي"، " شاهد اللحظات الأولى لانتحار قاتل الشاب المغدور"، تعددت التعابير و الإشارة لمحتوى أثار سخطا كبيرا وسط العديد من المواطنين، الذين اعربوا عن رفضهم القاطع لتصوير حادثة وضع الشاب محمد حدا لحياته بشيفرة حلاقة.

 بعض المارة ممن شهدوا حادثة انتحار العشريني " محمد" الذي كان في حالة فرار بعد قتله الشاب زاكي في باش جراح بطعنة خنجر أمام المركز التجاري " حمزة"، تعاملوا مع الواقعة المؤلمة بإخراج هواتفهم النقالة والتقاط صور وتصوير فيديوهات مباشرة، تظهر الشاب وهو يقدم على ذبح نفسه من الوريد إلى الوريد باستخدام شفرة حلاقة،

تصوير المأساة بكاميرا الهواتف التقالة، آثار امتعاض أصحاب الضمائر الحية وردوا على ممارسيه بإطلاق حملة واسعة" "ماتصورنيش_كي_نكون_راح_نموت
#عاوني_قبل"، جاء فيها على لسان الضحايا " كنت بحاجة إلى المساعدة فقط....وليس لكاميرا هواتفكم...كنت بحاجة لشخص يوقفني ويقول لي مازالت والدتك بحاجة إليك.."، وختموها بسؤال موجه ل" باردين القلب": " بالله عليكم الم يؤنبكم ضميركم عندما كنتم تصورون ولم تقدموا يد المساعدة أو تمنعوه !! ".

أمثال " باردين القلب" الذين صوروا الشاب عوض ان يهرعوا لنجدته، هم ذاتهم من قال عنهم صاحب السيارة، التي غرقت، منذ أيام، بنفق الرويسو بالعاصمة، جراء الأمطار التي تهاطلت، "الشعب يحب يصور برك، الحمد لله سلكت روحي واحد ما حب يعاوني"، " الما يدي فيا والناس تصور"، وهم ذاتهم ايضا من يصورون عجوزا " تنضرب" في الشارع ومسنا " ينحقر" في أرذل العمر، دون أن يتدخلوا لإنقاذهما أو ينبسوا ببنت شفة.

" باردين القلب" هم ذاتهم من يلتقطون صورا في الشارع لتحرش "حيوان" ببنات في عمر اخواتهم، عوضا عن حمايتهن، بعد أن غذوا ذهنياتهم بأن لباسهن و حتى خروجهن من البيت سببا مقنعا يمنح المتحرش الحق في مد يده الملوثة اليهن، بل ويصورون حوادث اغتصاب الأطفال وتعنيف النساء وسقوطهن...

المستثمرون في " المندبات"، الطامحون لجلب أكبر عدد من " اللايكات"، من وراء التشهير بآلام الناس، هم أيضا من يلتقطون صور " سيلفي والناس ميتة خلفي"، يصورون قتلى ارهاب الطرقات، المنتحرون من أعلى البنايات، يوثقون اللحظات الأخيرة ومراحل الاحتضار بالصوت والصورة..

بعدما غزت مواقع التواصل الاجتماعي صور للمتاجرة بمآسي الأحياء، تحت غطاء " قالي ماتصورنيش نخاف يضحكو عليا...قتلو فينا اولاد وبنات حلال يديرولك جام"، وفيما كنا نسمع ب " ناس تكسب وناس تحسب"، " عشنا وشفنا، اليوم، ناس تموت وناس تصور"، فأي ثقافة تصوير هذه؟!، مالا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك، وقبل كل شيء: بادر بالخير، قدم رسائل إيجابية وكن انسانا كامل الإنسانية.


سمية.م

تاريخ Sep 12, 2020