الحراك الإخباري - الحرب مهد".. طفولة السعيد سعدي تمرد ايت أحمد و خيارات الاستقلال.
إعلان
إعلان

الحرب مهد".. طفولة السعيد سعدي تمرد ايت أحمد و خيارات الاستقلال.

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب


اختار السعيد سعيدي الزعيم السباق لحزب" الارسيدي"، تاريخ ذكرى مؤتمر الصومام" 20 أوت" لبداية تسويق الجزء الأول من مذكراته، الصادرة عن منشورات فرانس فانون بتزي وزو تحت عنوان" الحرب مهد".
يغطي الجزء الأول من الكتاب فترة حرب التحرير حيث كان سعدي طفلا و فترة ما بعد الاستقلال و ما رافقها من نقاشات تتعلق بالخيارات السياسية الاقتصادية و الثقافية للجزائر
استفاد السعيد سعدي من تكوينه كطبيب أعصاب في سبر أغوار الطفولة التي عاشها في بدايات الاستقلال حيث أرجع احد دوافعه فيى الكتابة إلى غياب صورة الطفل في الأسرة الجزائرية فهو تقريبا بلا صوت و خاصة أذا كان هذا الطفل شاهدا على ذاكرة الحرب. فهو كائن "هش يتقاسم معاناة الكبار" لكن لا احد يقيم وزنا له و لرأيه
ترافق طفولة سعدي خروج الجزائر من دوامة الحرب و دخولها في صراعات استمرت طويلا من اجل النفوذ و التموقع السياسي و الثقافي" الطفولة لم تكن مثمرة سياسياً في ظل الاستقلال الذي حطمه العنف ، وظلت الطفولة في "بقعة عمياء" .
في الجزء الخاصة بطفولته يقارن سعدي بين الاحتفالات التي كانت تقام في المناسبات الوطنية و بين ما كان يتلقاها في المدرسة مع رفاقه و بين ما كان يعيشه في الواقع "الحقائق القديمة والجديدة كانت ممنوعة على شباب ما بعد الحرب ، والحقائق التي أنتمي إليها " و يضيف سعيدي" بعد انقطاعنا عن مصادر المعلومات المستقلة وذات المصداقية ، اضطررنا إلى الكفاح لسنوات عديدة قبل الوصول إلى أكثر الأجزاء تنويرًا في نضالاتنا وبناء مشروع بديل وصل إلى ذروته في أبريل 1980."

يعود سعدي إلى قمع تمرد حبهة القوى الاشتراكية الذي أدى إلى " إلى إغراق منطقة القبائل لمدة عامين في محن لم تكن مختلفة عن تلك التي أخضعنا لها الجيش الفرنسي".
كما يعود في هذه الرحلة التي يغطيها أكثر من 20 فصلا من الكتاب إلى فترة شبابه "المصاعب العائلية ، إيقاظ الوعي السياسي ، النشاط" من قبل الحرب وأثناء الحرب."
يتحدث طبيب الأعصاب عن والده و يتذكر " أول أمسية قضاها بدونه" و حبسه من طرف الجيش الفرنسي و تعرضه للتعذيب و قد شكل هذا الفضل فرصة لسعدي ليرد و لو بطريقة غير مباشرة على من اتهم والده بالعمالة لفرنسا.
كما يتحدث صاحب الكتاب عن اضراب1956 و توقفت المدارس كان الأطفال يذهبون إلى مسجد القرية لتعلم القران" كنا نتلو بدورنا سويًا الآيات التي كتبناها الأسبوع الماضي على ألواحنا الخشبية (...) نظرًا لأننا لم نكن نتحدث العربية ، استخدمنا وسائل الذاكرة لتذكر نصوصنا".
يظهر العنوان الذي اختاره سعدي لجزء الأول من مذكراته "الحرب مهد" إلى مدى قوة تأثير الطفولة على حياة الإنسان الطفولة استثمار للكبار". و يروي سعدي في هذا جزء صدمة جيله في طريقة إدارة المعلومات و الحقائق التي شكلت المرحلة"كلما حاولنا أن نعرف أكثر قل فهمنا. عندما استجوبنا هؤلاء الشيوخ ، وجدنا أنهم صامتون خوفًا من كثيرين ، أو تعبًا للبعض ، أو جشعًا للآخرين. لكنني وجدت أن جزءًا كبيرًا من الشهود الذين يمكن تجنيدهم في الفئات المذكورة أعلاه ظلوا صامتين بسبب الحقد والتخوف من الحقيقة. خشي المسئولون من تحطيم صورة حربهم" .
و ينتظران يصدر الجزء الثاني من المذكرات الذي يغطي الفترة من 1967 إلى 1987 في نهاية العام الجاري على أن يصدر الجزء الثالث و الذي يغطي الفترة من عام 1987 حتى الآن ، ستصدر في ربيع عام 2002

نعيمة.م

تاريخ Aug 24, 2020