الحراك الإخباري - الكاتب الحبيب السايح: هل هي نهاية الحراك؟
إعلان
إعلان

الكاتب الحبيب السايح: هل هي نهاية الحراك؟

منذ سنتين|رأي من الحراك

هل هي نهاية حراك الـ 22 فيفري 2019؟
الحبيب السايح
بعض من نصبوا أنفسهم "قادة" للحراك
ينتقدون كتابا وجامعيين
انسحبوا إلى الهامش من أجل لحظة تأمل في ما آل إليه الحراك؛
من غير أن يخفى على أحد أنهم كانوا ضمن صفوفه الأولى
لما كان جامعا وذا أهداف واضحة وشعارات بانية ومقترحات بديلة.
فإنه يجب أن تكون على عيني الشخص عصابة سوداء كيلا يرى أن الحراك، منذ حوالي المسيرة الثالثة والأربعين، التي شهدت أكبر نسبة من الانسحابات بفعل إظهار عداء صريح تجاه مؤسسة الجيش الوطني الشعبي سيطرت عليه أصوات غوغائية أمست تجسدها شعارات ولافتات شعبوية عاطفية وانتقامية تذكر في مجملها (لا سيما في العاصمة وتحديدا باب الواد) بأعوام التسعينيات، بلغت حد الدعوة إلى العصيان، تؤججها من وراء البحر أصوات ناقمة حاقدة على البلد ومفلسة في اقتراحها البديل غير "إسقاط النظام"، الذي لا يعني لها سوى تفكيك الدولة.
فكيف لحراك، باعتباره حركة جماهيرية ذات نفَس لا يكون إلا محدودا في الفضاء والزمان، أن يستمر ـ وقد تم تلغيمه بأصوات هي أشد عداوة للديمقراطية وللحريات الفردية والجماعية وحرية الصحافة والضمائر ـ من دون أن يجد لنفسه بدائل أخرى غير المسيرات (وكم نبهنا إلى الأمر من غير جدوى!)؟
بالتأكيد، فإنه كانت هناك فرصة تاريخية لإرساء قواعد لمنظمات مجتمع مدني وتنظيمات سياسية بديلة ذات توجهات وطنية حداثية أضاعتها، للأسف، حماقة التشدد ليس في أوساط الأصوليات الثقافية واللغوية والدينية فحسب ولكن أيضا بين صفوف النخبة المتنورة.
فطبيعي جدا، بالنسبة إلى حراك لا يقرأ ما يكتب عنه ولا يجعل من مرجعياته إسهامات الروائيين والشعراء والفنانين والباحثين والصحفيين الذين لهم أثر من بصماتهم عليه، أن ينحرف ثم يسقط في دائرة مفرغة.
أعرف أن كلامي هذا، الذي أخطه باعتباري واحدا ممن أسهموا في الحراك ــ يثير حفيظة أكثر من واحد وواحدة.
ولكن أمام حقيقة ما آل إليه الحراك لا مفر من الإقرار، وبشجاعة، أن حراك الـ 22 فيفري 2019 كان عليه، بعد 12 ديسمبر 2020، أن ينتقل إلى أسلوب آخر أكثر عقلانية وذكاء وأبعد ما يكونه عن الغوغائية والشعبوية ودواعي الانتقامية.

تاريخ May 24, 2021