هل اللاعب محمد مدني مدافع شبيبة القبائل هو الشجرة التي تخفي الغابة؟ لماذا لم يستدعي الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش غيره من لاعبي البطولة المحلية؟ هل يعني هذا ان المستوى الفني و البدني للاعبي الفرق المحلية لم يعد يرقى الى مستوى لاعبي الخضر بعد ان اصبحت التشكيلة الوطنية مشكلة من لاعبي الخارج بنسبة 99 بالمئة؟
في زمن لخضر بلومي و رابح ماجر و شعبان مرزقان و تاج بن ساولة و مهدي سرباح و غيرهم كان الفريق الوطني يتشكل من اللاعبين المحليين بنسبة 99 بالمئة و لا يؤتى باللاعبين من الخارج إلا استثناءا من اجل دعم الفريق الوطني و ربما احسن مثال هو استقدام مصطفى دحلب نجم باريس سان جرمان الذي شارك في مونديال اسبانيا في 1982 و لعب دورا بارزا في انتصارات الخضر.
لماذا انقلبت الأمور رأسا على عقب و لماذا تقهقر مستوى اللاعب المحلي إلى درجة انه لم يعد يستدعى للعب في الفريق الوطني؟ هل حدث هذا بين ليلة وضحاها ام ان التقهقر في مستوى اللاعبين المحليين هو نتيجة حتمية لمسار طويل من البريكولاج و عدم امتلاك رؤية استراتيجية؟
لا يختلف اثنان ان مستوى البطولة الجزائرية ضعيف و ضعيف جدا و تكاد تكون الفرجة غائبة تماما بسبب المستوى الفني المنحط و من يتابع مباريات الدوري الممتاز يدرك من الوهلة الأولى اننا ابعد ما نكون من بطولة من المستوى العالي.
و ما دام الأمر كذلك سيبقى اللاعب المحلي خارج مجال التغطية و لن يتم استدعائه لان المدرب الوطني مطالب بمقتضى العقد بتجهيز فريق وطني قوي يمكنه منافسة الفرق الكبيرة في افريقيا و خارجها و هذا لا يكون مع اللاعب المحلي الحالي للأسف.
ربما الحل الوحيد هو في اعادة النظر في البطولة المحلية و ادخال اصلاحات جذرية و هيكلية كما فعلت بعض الدول العربية التي باتت تستقطب لاعبين عالميين و ان كانوا في سن متقدمة مثل كريم بن زيمة و كريستيانو رونالدو و رياض محرز و غيرهم من اجل ضمان حد ادنى من المستوى و حد ادنى من الفرجة.
ان التشخيص فيما يخص البطولة المحلية و اللاعب المحلي معروفين و مظاهر عنف الملاعب التي تكاد تكون علامة فارقة للكرة الجزائرية هي دليل ان الداء عميق. فمن يجد الدواء؟ هذا هو السؤال that’s the question كما يقول وليام شكسبير
احمد العلوي