الجواب البسيط هو انه لا سبيل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البقاء في السلطة و عدم الذهاب لانتخابات رئاسية مسبقة إلا بالحرب، الرجل خسر عمليتين انتخابيتين في ظرف سنة، الاولى متعلقة بالبرلمان الاوروبي و الثانية خاصة بالتشريعيات الفرنسية مما افقده شعبيته اولا و سيطرته على اللعبة السياسية في فرنسا ثانيا، و هذا عامل اساسي يجب اخذه بعين الاعتبار لفهم بروز و صعود اليمين المتطرف إلى الواجهة و لعبه ادوار ليست ضمن صلاحياته في حكومة فرنسوا بايرو François Bayrou كملف تسيير العلاقات الخارجية الفرنسية التي تنازل ايمانويل ماكرون عنها لصالح وزير داخليته برونو روتايو Bruno Retailleau من باب مجبرا اخاك لا بطل. 

و في ظل الإخفاقات الاقتصادية التي جعلت فرنسا تتراجع إلى ذيل الدول الأوروبية بدين تجاوز 3200 مليار يورو و في ظل تراجع النفوذ الفرنسي الرهيب في مستعمراتها القديمة في أفريقيا و إذا أخذنا ايضا بالحسبان البروفايل Profile الخاص للرئيس الفرنسي المعروف بانتفاخ الكبير للأنا Égocentrique فيمكن ان نفهم اصراره على اختياره الحرب بدل السلم مع روسيا و تفضيله المواجهة الكلامية مع الجزائر بدل البحث عن حلول سياسية مبنية على الاحترام المتبادل و عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول. 

و قد يكون إخفاقه المدوي في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب Donald Trump بالاستمرار في دعم خيار الحرب في أوكرانيا بالإنفاق دون حدود عامل آخر أقنعه بان لا سبيل للاستمرار على رأس الدولة في فرنسا إلا بالحرب لانه في زمن الحروب لا تنظم انتخابات بل تؤجل إلى زمن السلم. 

احمد العلوي