لماذا لا ينصح الصيدلي بعدم تناول الدواء؟ 

لماذا لا يقترح الصيدلي على زبونه اكل بيضة بدنانير معدودات بدل علبة زنك ب700 دينار؟ 

و لماذا تقترح بعض المخابر الصيدلانية مادة الفيتامين C على تلاميذ البكالوريا من باب رفع قدرات الذاكرة بدل النصح بالنوم الكافي و الاكل الصحي؟ 

و لماذا لا تتوقف حملات الاشهار للترويج لمكمل عذائي "سحري" ينفع في كل الامراض الهضمية؟ 

"قبل كورونا كنّا نبيع علبة او علبتين في الاسبوع، و لكن بعد كورونا تم بيع اكثر من 150 علبة في 5 اشهر"، تقول صاحبة صيدلية في حي شعبي شرق العاصمة. 

لتضيف ان امراض الضغط و الاكتئاب فعلت فعلتها خاصة عند كبار السن في زمن كورونا.

"لانهم اقتنعوا انهم اكثر عرضة من غيرهم لكورونا و لذا ارتفع الضغط و زادت حالات الاكتئاب و الانهيار العصبي...و هكذا ارتفع الطلب على ادوية خاصة مثل paroxetine التي تعالج الانهيار العصبي."

اما بعد عودة الحياة تدريجيا الى حالتها العادية "سجلنا في هذه الايام طلب على الدواء الخاص بمشاكل عسر الهضم بسبب عودة مطاعم الاكل السريع."

و تنصح هذه الصيدلية المحترفة بعدم الهرولة الى الدواء الكيماوي خاصة عندنا يتعلق الامر بالامراض الخفيفة و العرضية التي يمكن ان تعالج بطرق بسيطة مثل الاكل الصحي، الرياضة الخفيفة، شرب الماء و الابتعاد عن كل ما هو غازي...

و لكن من الصعب بما كان مواجهة تسونامي الاشهار الذي تموله المخابر الصيدلانية و تصرف عليه الملايير من اجل بيع الدواء. 

"حبة بيض افضل من حبوب الزنك الكيماوية،" هذه نصيحة الصيدلي المحترف. 

هدى بلقاسم