هل نصدق قناة NBC الأمريكية التي انفردت امس بخبر مفاده ان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعمل حاليا على خطة تهجير واحد مليون غزاوي من فلسطين نحو ليبيا؟ هل يعقل ان توافق ليبيا على هذا المقترح الذي يحمل في طياته ذبح المقاومة الفلسطينية من الوريد إلى الوريد و انهاء الصراع في فلسطين لصالح الكيان الصهيوني؟
إذا نظرنا الى القضية من وجهة نظر الشعب الليبي، فلا شك انه مع المقاومة الفلسطينية و انه يرفض رفضا قاطعا كل محاولات امريكا توريطه في تصفية القضية الفلسطينية. اما إذا نظرنا الى القضية من وجهة نظر السياسيين في ليبيا يصبح الأمر معقدا و الجواب على السؤال صعبا.
هناك من يعتقد داخل القيادات السياسية الليبية ان الرضوخ لأمريكا و التطبيع مع إسرائيل هو طوق النجاة لمن يريد ضمان مستقبله السياسي، فلا يتصور ان يعمل ترمب على خطة تهجير مليون فلسطيني نحو غزة لولا انه تلقى اشارات تشجعه على ذلك من الداخل الليبي.
غير ان الإشكالية بخصوص ليبيا اليوم هي انها بلا سلطة مركزية شرعية منتخبة و ما يزيد في الطين بلة ان ليبيا للأسف تتحكم فيها القوى الاجنبية و الميليشيات المسلحة، و ما عرفته العاصمة طرابلس في الايام القليلة الاخيرة دليل على ان هذا البلد يعيش ظروفا استثنائية قد يعتبرها السياسي الانتهازي فرصة للظفر بدعم ترمب (و ما ادراك ما دعم ترمب) و لو كان ذلك على حساب المصلحة العليا للشعب الليبي.
لا بد من التذكير في هذا الصدد ان محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني من طرف بعض القيادات السياسية في ليبيا ليس امرا جديدا، و المحادثات السرية التي اجرتها وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش في 2023 مع وزير خارجية الكيان انذاك ايلي كوهين دليل على وجود قناعة لدى بعض النخب السياسية في ليبيا على ضرورة التطبيع مع إسرائيل. و قبل ذلك حدثت مقابلة اخرى بين ابن خليفة حفتر مع القيادات الاسرائيلية في تل ابيب بوساطة اماراتية في 2021.
فهل توافق ليبيا على مقترح دونالد ترمب و هل توقع على التطبيع مع إسرائيل؟
احمد العلوي
